فيحان الجرمان يُسجل رده على مقال فؤاد الهاشم لدعوة جدة الرئيس الأميركي اوباما الإسلام ؟!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 3, 2010, 12:20 ص 1401 مشاهدات 0
جدة الرئيس والإسلام
كتب فيحان الجرمان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وبعد
اطلعت على مقال في زاوية قد عنونها صاحبها! علامة تعجب بتاريخ 26/11/2010 وفعلا المقال يستحق العنوان وإن تعجب فعجب قوله وذلك حينما قال «جعل جدة الرئيس الأميركي اوباما تدعوه إلى.. الإسلام»!! هذا ما تناقلته وكالات الأنباء – وأقول لهذه العجوز الكينية الطيبة.. «خلّي حفيدك نصراني أحسن له، وأحسن لك، وأحسن لكل العالم »، ولأن «صدام حسين» مسلم، والذي قتل الإمام «علي» مسلم، و«الحجاج بن يوسف» مسلم، ودولة الأندلس الإسلامية انهارت لأن حكامها.. مسلمون ، و.. «القائمة طويلة والخير لقدام ) انتهى كلامه وانتقادي على الكلام وعلى الجمل لا على القائل وربما تفوه بها أي الكاتب من غير قصد وهذا الكلام لا يقوله عاقل فضلا عن مسلم ولذلك قال أحد الحكماء: «وزِن الكلام إذا نطقت فإنما... يبدي عيوب ذوي العقول المنطقُ» ثم كيف يتجرأ ويتفوه بهذه الكلمة << تدعوه إلى الإسلام ثم يقول لها «خلّي حفيدك نصراني أحسن له، وأحسن لك، وأحسن لكل العالم »؟!! والله إني في غاية الدهشة من هذه الكلمات وقد قال الله { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا } إن هذا الكلام من أسوأ الكذب أفتجعل النصرانية أحسن له وأحسن لها وأحسن لكل العالم ملك كيف تحكم أفلا تعقل؟!! أما علمت أن هذا الكلام فيه صد عن سبيل الله وهو شبيه بكلام المنافقين الذين يظهرون الإسلام { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} أما علمت أن الله هو الذي أنزل القرآن وجاء رسوله بالإسلام فيه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فهو أحسن لها وله وللعالم كله وليست النصرانية ! ليتَ شعري أفلا يتدبر قوله {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أي دعا إلى عبادة الله وحده وإلى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وعمل صالحا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ فلا أحد أحسن حالا من هذا ولو قال إنسان إن الإسلام أفضل من النصرانية نقول له لا مجال للمفاضلة، بل إنه من سوء الأدب أن تقارن الإسلام الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من رب العالمين بعقيدة التثليث.
ألَم تَرَ أنّ السيف ينقُصُ قَدْرُه ... إذا قِيل إنّ السيف أمضَى مِن العَصَا.
فكيف بمن يقول النصرانية أحسن له ولك وللعالم !!! أليس هذه دعوة إلى النصرانية { وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)؟! أليست هذه دعوة إلى الخسران ولكنك أفضيت عليها لفظ الحسن الذي ليس في محله كما قال تعالى { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } وقال تعالى { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } أليست دعوة منك إلى دين لا يرضى بالإسلام دينا كما قال تعالى { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} لقد دعوته إلى دين تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض كما قال تعالى { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِى الرَّحْمَنِ عَبْدًا}
وأما قولك : ولأن «صدام حسين» مسلم، والذي قتل الإمام «علي» مسلم، و«الحجاج بن يوسف» مسلم، فهي حجة أوهى من بيت العنكبوت ، لأن هناك بونا شاسعا بين الإسلام الذي جاء بالتوحيد الخالص وبالعدل وإعطاء كل ذي حق حقه وبين من ينتسب إليه فهم على مراتب من الإيمان فمنهم السيئ ومنهم ضعيف الإيمان ومنهم القوي كما قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) فالذي يحسن للناس ويكون على جانب من السلوك الحسن فهذا من الإسلام ويقره الإسلام بل يدعو إليه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } وأما من أساء فعليه الإساءة والإسلام بريء منه كما قال تعالى (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها) ثم لا أعلم أين ذهبت الحروب الصليبية عن الكاتب والتمييز العنصري بين البيض والسود ومذبحة الهنود الحمر في أميركا والتي قال عنها المؤرخ الأميركي ديفيد ستارند: ( إنَّها أكبر مذبحة جماعية في العالم ) والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والقنبلة التي ضربت هيروشيما!! ومذابح فيتنام كل هذه المذابح لم يقم بها مسلم وإنما الذي قام بها نصارى فأين هذه المذابح من الكاتب؟!!.. أقول لكل مسلم يكتب أن يتقي الله ولا تحمله تلك الزاوية التي أعطيت له إلى فضول الكلام واللغو فإنه محاسب على كل كلمة قائلها فإن الله يقول { ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } بل يحرص على ما ينفعه وينفع مجتمعه ويسخر زاويته لما يعود إليه بالنفع بعد مماته وليعتبر هذه نصيحة من محب هو لك كالمرآة وأسأله سبحانه أن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه والحمدلله رب العالمين.
تعليقات