370 ألف طفل مصاب ب'الإيدز'

عربي و دولي

حسب التقرير الجديد للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للإيدز

1295 مشاهدات 0


يشير تقرير ‏'الأطفال والإيدز: تقرير التقييم الخامس لعام 2010' الذي صدر اليوم في نيويورك إلى أنه يمكن ‏إيجاد جيل خالٍ من الإيدز إذا ما عزز المجتمع المحلي جهوده الرامية إلى تعميم الانتفاع بخدمات الوقاية من ‏فيروس الإيدز وبالعلاج والحماية الاجتماعية. لكن تحقيق هذا الهدف رهن بالوصول إلى أشد الفئات حرماناً في ‏المجتمع.‏

ومع أن الأطفال عامةً استفادوا إلى حد كبير من التقدم الملموس الذي تم إحرازه في الاستجابات الرامية إلى ‏مكافحة مرض الإيدز، فإنه يوجد اليوم الملايين من النساء والأطفال الذين وقعوا ضحية الإهمال بسبب أوجه عدم ‏المساواة بين الجنسين، والوضع الاقتصادي، والموقع الجغرافي، ومستوى التعليم، والوضع الاجتماعي. ومن ‏الضروري إزالة هذه العراقيل لتعميم الانتفاع بالمعارف والرعاية والحماية، ومنع انتقال الفيروس من الأم إلى ‏الطفل، وذلك لجميع النساء والأطفال.‏

وقال المدير التنفيذي لليونسف، أنطوني ليك، إن 'إيجاد جيل خالٍ من الإيدز يستدعي بذل المزيد من الجهود ‏للوصول إلى أكثر المجتمعات المحلية تأثراً بالوباء. ويُصاب حوالي 1000 طفل في أفريقيا جنوب الصحراء ‏الكبرى بفيروس الإيدز كل يوم جراء انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل'. وأضاف ليك أن 'تقرير التقييم ‏الخامس الذي صدر عن اليونسف بشأن الأطفال والإيدز يسلط الضوء على مجموعة من الابتكارات مثل 'عبوة ‏الأم والطفل'، التي يمكن أن ترفع عدد الأمهات والأطفال المنتفعين بالعلاج المضاد للفيروسات الرجعية المنقذ ‏للحياة إلى مستويات لم يسبق لها مثيل'.‏

وعمدت منظمة الصحة العالمية إلى مراجعة مبادئها التوجيهية في بداية هذا العام لضمان جودة خدمات منع انتقال ‏الفيروس من الأم إلى الطفل التي يتم توفيرها للحوامل المصابات بفيروس الإيدز والرضع. وحصلت نسبة 53 ‏في المئة من الحوامل المصابات بالفيروس في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل على عقاقير ‏مضادة للفيروسات الرجعية لمنع انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل عام 2009، مقابل 45 في المئة عام ‏‏2008. وسُجل أكبر ارتفاع في أفريقيا الشرقية والجنوبية حيث علت هذه النسبة بما يساوي عشر نقاط مئوية، ‏مرتفعةً من 58 في المئة عام 2008 إلى 68 في المئة عام 2009.‏

*د. مارغريت تشان

وأفادت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت تشان، بأنه 'تتوافر اليوم أدلة قوية تشير إلى ‏إمكانية القضاء على انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل'، مضيفةً أن 'تحقيق هذا الهدف سيستدعي تحسين ‏الوقاية إلى حد كبير بين النساء والأمهات في المقام الأول'.‏

ولا يزال مرض الإيدز أحد الأسباب الرئيسية للوفيات بين النساء في سن الإنجاب على المستوى العالمي، كما أنه ‏يمثل سبباً بارزاً لوفيات الأمهات في البلدان التي تعاني من انتشار عام للوباء. ويتسبب فيروس ومرض الإيدز ‏بنسبة 9 في المئة من وفيات الأمهات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.‏

* ميشيل سيديبي


وأوضح المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية متلازمة نقص ‏المناعة المكتسب (يونإيدز)، ميشيل سيديبي، أنه 'يولد حوالى 000 370 طفل مصاب بفيروس الإيدز كل سنة، ‏وأنه 'يمكن تفادي كل من هذه الإصابات'. وأضاف سيديبي أنه 'علينا أن نضع حدا لوفيات الأمهات وأن نمنع ‏إصابة الأطفال بفيروس الإيدز. ولهذا السبب، وجهت نداءً للقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل ‏بصورة شبه تامة بحلول عام 2015'.‏

فضلاً عن ذلك، أصدرت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية جديدة بشأن العلاج المضاد للفيروسات الرجعية ‏من أجل معالجة الرضع والأطفال، وهي خطوة تمهد الطريق لتمكين عدد أكبر من الأطفال المصابين بفيروس ‏الإيدز من الانتفاع مباشرة بالعلاج المضاد للفيروسات الرجعية. وارتفع عدد الأطفال دون سن الخامسة عشرة ‏الذين تلقوا العلاج في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من 300 275 طفل عام 2008 إلى ‏‏400 356 طفل عام 2009. ويدل هذا الارتفاع على أن 28 في المئة من الأطفال الذين يُعتقد أنهم بحاجة إلى ‏العلاج المضاد للفيروسات الرجعية والبالغ عددهم 1,27 مليون طفل قد تلقوا هذا العلاج.‏

ويتأثر الرضع إلى حد كبير بالعواقب الصحية لفيروس الإيدز، الأمر الذي عزز الطابع العاجل للحملة العالمية ‏للتشخيص المبكر لفيروس الإيدز لدى الرضع. ومع أن توافر خدمات التشخيص المبكر لدى الرضع شهد ارتفاعاً ‏كبيراً في الكثير من البلدان، فإن التغطية العالمية لا تزال محدودة ولم تتعدَ نسبة 6 في المئة عام 2009. وفي ‏غياب العلاج الملائم، يموت حوالى نصف الرضع المصابين بفيروس الإيدز قبل يوم مولدهم الثاني.‏

ويشهد عدد الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز استقراراً أو تراجعاً مطرداً في الكثير من أنحاء العالم. ففي عام ‏‏2001، بلغ عدد الشباب المصابين بفيروس الإيدز ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً 5,7 مليون شاب ‏وشابة حسب التقديرات. لكن بحلول نهاية عام 2009، كان هذا الرقم قد تراجع إلى 5 ملايين شاب وشابة. بيد أن ‏نسبة الشباب المصابين بفيروس الإيدز من أصل كل عشرين شابا وشابة في تسعة بلدان تقع جميعها في أفريقيا ‏الجنوبية لا تقل عن 1/20.‏

ولا تزال الفتيات في مقدمة الفئات المعرضة للإصابة بفيروس الإيدز. وفي الكثير من البلدان، تواجه النساء أشد ‏مخاطر الإصابة بالفيروس قبل بلوغ سن الخامسة والعشرين. وعلى المستوى العالمي، تمثل الفتيات أكثر من 60 ‏في المئة من مجموع الشباب المصابين بفيروس الإيدز. وتناهز هذه النسبة 70 في المئة في أفريقيا جنوب ‏الصحراء الكبرى.‏

وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، 'إننا بحاجة إلى التصدي لأوجه عدم المساواة بين الجنسين، بما ‏في ذلك أوجه عدم المساواة التي تتعرض النساء والفتيات بصورة غير متناسبة لخطر الإصابة بفيروس الإيدز ‏ولعواقب وخيمة أخرى مرتبطة بالصحة الجنسية وسلامة الإنجاب'. وأضافت بوكوفا 'أن تراجع معدل انتشار ‏فيروس الإيدز لدى الشباب بأكثر من 25 في المئة في 15 بلداً رئيسياً من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ‏بين عامي 2001 و2009 هو أمر يدعو إلى التفاؤل. وعلينا أن نقوم بكل ما في وسعنا لضمان استدامة هذه ‏الاتجاهات الإيجابية وتعزيزها بغية تحقيق الهدف المتمثل في تعميم الوقاية والعلاج والرعاية والدعم'.‏

ولا يزال الشباب يصابون بفيروس الإيدز بسبب افتقارهم إلى المعارف أو الخدمات اللازمة لحماية أنفسهم. ‏ويقضي الهدف المتمثل في إيجاد جيل خالٍ من الإيدز بمعالجة أوجه عدم المساواة التي تزيد من انتشار الوباء ‏وبحماية الأشخاص الذين لا يزالون يقعون ضحية الإهمال. كما أن مبادرات الحماية الاجتماعية، بما في ذلك ‏التحويلات النقدية والجهود الرامية إلى تعزيز الانتفاع بالخدمات، تؤدي دوراً مهماً في القضاء على أوضاع ‏الهشاشة. ويشدد تقرير التقييم الخامس أيضاً على أهمية إعداد برامج تعليمية تزود أكثر فئات الشباب ضعفاً، أي ‏الشباب الذين تركوا المدرسة، بمعلومات تتعلق بالوقاية من فيروس الإيدز.‏

وشددت ﺍﻟﻤﺩﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﻟﺼﻨﺩﻭﻕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ، ﺜﺭﻴﺎ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﻴﺩ، على أنه 'يجب علينا استثمار المزيد من ‏الأموال في الخدمات التعليمية والصحية الموجهة إلى الشباب، بما في ذلك الخدمات المرتبطة بالصحة الجنسية ‏وسلامة الإنجاب، بغية منع إصابتهم بفيروس الإيدز وتعزيز الحماية الاجتماعية'. وختمت عبيد بالقول إن ‏‏'الوصول إلى الشباب الذين يعانون من الحرمان، لاسيما المراهقات المستضعفات والشباب غير الملتحقين ‏بالمدرسة، يجب أن يبقى أولوية لدى البلدان'.‏

الآن - فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك