370 ألف طفل مصاب ب'الإيدز'
عربي و دوليحسب التقرير الجديد للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للإيدز
ديسمبر 1, 2010, 4:54 م 1296 مشاهدات 0
يشير تقرير 'الأطفال والإيدز: تقرير التقييم الخامس لعام 2010' الذي صدر اليوم في نيويورك إلى أنه يمكن إيجاد جيل خالٍ من الإيدز إذا ما عزز المجتمع المحلي جهوده الرامية إلى تعميم الانتفاع بخدمات الوقاية من فيروس الإيدز وبالعلاج والحماية الاجتماعية. لكن تحقيق هذا الهدف رهن بالوصول إلى أشد الفئات حرماناً في المجتمع.
ومع أن الأطفال عامةً استفادوا إلى حد كبير من التقدم الملموس الذي تم إحرازه في الاستجابات الرامية إلى مكافحة مرض الإيدز، فإنه يوجد اليوم الملايين من النساء والأطفال الذين وقعوا ضحية الإهمال بسبب أوجه عدم المساواة بين الجنسين، والوضع الاقتصادي، والموقع الجغرافي، ومستوى التعليم، والوضع الاجتماعي. ومن الضروري إزالة هذه العراقيل لتعميم الانتفاع بالمعارف والرعاية والحماية، ومنع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، وذلك لجميع النساء والأطفال.
وقال المدير التنفيذي لليونسف، أنطوني ليك، إن 'إيجاد جيل خالٍ من الإيدز يستدعي بذل المزيد من الجهود للوصول إلى أكثر المجتمعات المحلية تأثراً بالوباء. ويُصاب حوالي 1000 طفل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بفيروس الإيدز كل يوم جراء انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل'. وأضاف ليك أن 'تقرير التقييم الخامس الذي صدر عن اليونسف بشأن الأطفال والإيدز يسلط الضوء على مجموعة من الابتكارات مثل 'عبوة الأم والطفل'، التي يمكن أن ترفع عدد الأمهات والأطفال المنتفعين بالعلاج المضاد للفيروسات الرجعية المنقذ للحياة إلى مستويات لم يسبق لها مثيل'.
وعمدت منظمة الصحة العالمية إلى مراجعة مبادئها التوجيهية في بداية هذا العام لضمان جودة خدمات منع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل التي يتم توفيرها للحوامل المصابات بفيروس الإيدز والرضع. وحصلت نسبة 53 في المئة من الحوامل المصابات بالفيروس في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل على عقاقير مضادة للفيروسات الرجعية لمنع انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل عام 2009، مقابل 45 في المئة عام 2008. وسُجل أكبر ارتفاع في أفريقيا الشرقية والجنوبية حيث علت هذه النسبة بما يساوي عشر نقاط مئوية، مرتفعةً من 58 في المئة عام 2008 إلى 68 في المئة عام 2009.
*د. مارغريت تشان
وأفادت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت تشان، بأنه 'تتوافر اليوم أدلة قوية تشير إلى إمكانية القضاء على انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل'، مضيفةً أن 'تحقيق هذا الهدف سيستدعي تحسين الوقاية إلى حد كبير بين النساء والأمهات في المقام الأول'.
ولا يزال مرض الإيدز أحد الأسباب الرئيسية للوفيات بين النساء في سن الإنجاب على المستوى العالمي، كما أنه يمثل سبباً بارزاً لوفيات الأمهات في البلدان التي تعاني من انتشار عام للوباء. ويتسبب فيروس ومرض الإيدز بنسبة 9 في المئة من وفيات الأمهات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
* ميشيل سيديبي
وأوضح المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية متلازمة نقص المناعة المكتسب (يونإيدز)، ميشيل سيديبي، أنه 'يولد حوالى 000 370 طفل مصاب بفيروس الإيدز كل سنة، وأنه 'يمكن تفادي كل من هذه الإصابات'. وأضاف سيديبي أنه 'علينا أن نضع حدا لوفيات الأمهات وأن نمنع إصابة الأطفال بفيروس الإيدز. ولهذا السبب، وجهت نداءً للقضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل بصورة شبه تامة بحلول عام 2015'.
فضلاً عن ذلك، أصدرت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية جديدة بشأن العلاج المضاد للفيروسات الرجعية من أجل معالجة الرضع والأطفال، وهي خطوة تمهد الطريق لتمكين عدد أكبر من الأطفال المصابين بفيروس الإيدز من الانتفاع مباشرة بالعلاج المضاد للفيروسات الرجعية. وارتفع عدد الأطفال دون سن الخامسة عشرة الذين تلقوا العلاج في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من 300 275 طفل عام 2008 إلى 400 356 طفل عام 2009. ويدل هذا الارتفاع على أن 28 في المئة من الأطفال الذين يُعتقد أنهم بحاجة إلى العلاج المضاد للفيروسات الرجعية والبالغ عددهم 1,27 مليون طفل قد تلقوا هذا العلاج.
ويتأثر الرضع إلى حد كبير بالعواقب الصحية لفيروس الإيدز، الأمر الذي عزز الطابع العاجل للحملة العالمية للتشخيص المبكر لفيروس الإيدز لدى الرضع. ومع أن توافر خدمات التشخيص المبكر لدى الرضع شهد ارتفاعاً كبيراً في الكثير من البلدان، فإن التغطية العالمية لا تزال محدودة ولم تتعدَ نسبة 6 في المئة عام 2009. وفي غياب العلاج الملائم، يموت حوالى نصف الرضع المصابين بفيروس الإيدز قبل يوم مولدهم الثاني.
ويشهد عدد الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز استقراراً أو تراجعاً مطرداً في الكثير من أنحاء العالم. ففي عام 2001، بلغ عدد الشباب المصابين بفيروس الإيدز ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً 5,7 مليون شاب وشابة حسب التقديرات. لكن بحلول نهاية عام 2009، كان هذا الرقم قد تراجع إلى 5 ملايين شاب وشابة. بيد أن نسبة الشباب المصابين بفيروس الإيدز من أصل كل عشرين شابا وشابة في تسعة بلدان تقع جميعها في أفريقيا الجنوبية لا تقل عن 1/20.
ولا تزال الفتيات في مقدمة الفئات المعرضة للإصابة بفيروس الإيدز. وفي الكثير من البلدان، تواجه النساء أشد مخاطر الإصابة بالفيروس قبل بلوغ سن الخامسة والعشرين. وعلى المستوى العالمي، تمثل الفتيات أكثر من 60 في المئة من مجموع الشباب المصابين بفيروس الإيدز. وتناهز هذه النسبة 70 في المئة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، 'إننا بحاجة إلى التصدي لأوجه عدم المساواة بين الجنسين، بما في ذلك أوجه عدم المساواة التي تتعرض النساء والفتيات بصورة غير متناسبة لخطر الإصابة بفيروس الإيدز ولعواقب وخيمة أخرى مرتبطة بالصحة الجنسية وسلامة الإنجاب'. وأضافت بوكوفا 'أن تراجع معدل انتشار فيروس الإيدز لدى الشباب بأكثر من 25 في المئة في 15 بلداً رئيسياً من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بين عامي 2001 و2009 هو أمر يدعو إلى التفاؤل. وعلينا أن نقوم بكل ما في وسعنا لضمان استدامة هذه الاتجاهات الإيجابية وتعزيزها بغية تحقيق الهدف المتمثل في تعميم الوقاية والعلاج والرعاية والدعم'.
ولا يزال الشباب يصابون بفيروس الإيدز بسبب افتقارهم إلى المعارف أو الخدمات اللازمة لحماية أنفسهم. ويقضي الهدف المتمثل في إيجاد جيل خالٍ من الإيدز بمعالجة أوجه عدم المساواة التي تزيد من انتشار الوباء وبحماية الأشخاص الذين لا يزالون يقعون ضحية الإهمال. كما أن مبادرات الحماية الاجتماعية، بما في ذلك التحويلات النقدية والجهود الرامية إلى تعزيز الانتفاع بالخدمات، تؤدي دوراً مهماً في القضاء على أوضاع الهشاشة. ويشدد تقرير التقييم الخامس أيضاً على أهمية إعداد برامج تعليمية تزود أكثر فئات الشباب ضعفاً، أي الشباب الذين تركوا المدرسة، بمعلومات تتعلق بالوقاية من فيروس الإيدز.
وشددت ﺍﻟﻤﺩﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﻟﺼﻨﺩﻭﻕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ، ﺜﺭﻴﺎ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺒﻴﺩ، على أنه 'يجب علينا استثمار المزيد من الأموال في الخدمات التعليمية والصحية الموجهة إلى الشباب، بما في ذلك الخدمات المرتبطة بالصحة الجنسية وسلامة الإنجاب، بغية منع إصابتهم بفيروس الإيدز وتعزيز الحماية الاجتماعية'. وختمت عبيد بالقول إن 'الوصول إلى الشباب الذين يعانون من الحرمان، لاسيما المراهقات المستضعفات والشباب غير الملتحقين بالمدرسة، يجب أن يبقى أولوية لدى البلدان'.
تعليقات