نحن محرومون من الفرح والسعادة، نقتتل بالمسدسات والرشاشات من أجل ديموقراطية مشوهة، أميركا وحلفاءها يريدوننا على هذه الحال «وأردى».. وليد الرجيب معلقا على ويكي ليكس

زاوية الكتاب

كتب 657 مشاهدات 0




وليد الرجيب / أصبوحة / نحن وويكي ليكس
 
 
 وليد الرجيب 

 
إن تسريب ربع مليون وثيقة في ما سُمي ويكي ليكس، ومن المتوقع تسريب وثائق أكثر يثبت شيئين مهمين، يثبت أولاً أنه لا مجال للأسرار وإخفاء الخطط والاستراتيجيات في هذا العصر، مع تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة، وثانياً يثبت لكل من مازال لديه أوهام حول قدسية الولايات المتحدة ومنعتها أو مخدوع بكونها راعية الديموقراطية والسلام في العالم يثبت العكس بأنها عدوة الشعوب، وفي سبيل مصالح مجمعاتها الصناعية هي على استعداد لتدمير العالم، وقتل البشر.
وعلى شبكة الإنترنت هناك آلاف من الوثائق التي تدين سياسة الولايات المتحدة وتحالفها الذي لا ينفصم عن اسرائيل ضد الشعوب العربية فلم يعد الأمر مجرد تحليلات نظرية واستنتاجات سياسية مجردة بل كل شيء منشور بالوثائق والدلائل الدامغة ولم تعد السياسة مجالا غامضا بل يستطيع رجل الشارع العادي معرفة خبايا الدول من خلال متابعة الانترنت وحتى الأفلام الوثائقية والروائية أصبحت تعرض فضائح الإدارة الأميركية تجاه شعبها وشعوب العالم.
نحن لا ننتبه إلى الأخطار المحدقة، بل ننتظر بسلبية حتى تحرقنا النار، ننفذ مخططات ترمي إلى تفتيت شعوبنا وننساق لها بسذاجة وليس بيننا عقلاء يقظون يحذرون مما يُحاك ضدنا، فالمستقبل غير مهم، فالمهم هو ما نحصل عليه اليوم بأي طريقة متربصين ببعضنا ولا نستفيد من تجاربنا.
مرت قرون وراء قرون ونحن في ذيل الأمم نفاخر بأصولنا وأجدادنا ونفاخر بتخلفنا وبإصدارنا قوانين ضد لبس المايوه، نفاخر بثرواتنا التي جمعناها من فساد الأغذية ومن الرشاوى والغش وسرقة المال العام والمال السياسي على حساب أهلنا وأطفالنا.
فلتفعل أميركا ما تريد، فنحن مشغولون باستغلال الدين الحنيف لكل شيء من اتهام أبناء وبنات شعبنا بالرذيلة وباتهامهم بممارسة الجنس الحرام مع الأمهات والأخوات، بل لعل أميركا وحلفاءها يريدوننا على هذه الحال «وأردى».
لا توجد منعة وسطوة لدولة علينا إلا بإرادتنا، ونحن لسنا أحرارا في دواخلنا نحن مقيدون بسلاسل داخلية، محرومون من الفرح والسعادة، نقتتل بالمسدسات والرشاشات من أجل ديموقراطية مشوهة، فإذا كان هذا هو واقعنا العربي والمحلي، فلتفعل أميركا ما تريد.


وليد الرجيب
 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك