عصام الفليج ينتقد نبرة السيد المهرى الطائفية فى دعوته رئيس الوزراء لعدم رعاية مؤتمر جمعية الإصلاح، فتصريحاته برأيه مؤججة للفتن، ومن أبرزها اعتباره الاعتداء على موكب الأمير الراحل الشيخ جابر 'عملا وطنيا'!!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 15, 2007, 7:40 ص 468 مشاهدات 0
عندما يشتت المهري وحدة الأمة
كتب:د. عصام عبد اللطيف الفليج
طالعنا كعادته السيد المهري بنبرته الطائفية المقيتة ـ ونحن على أبواب حرب الخليج الرابعةـ مطالباً رئيس الوزراء في يوم الافتتاح بعدم رعاية مؤتمر جمعية الإصلاح الاجتماعي الدولي «الأسس الفكرية لوحدة الأمة» لأن هذا المؤتمر لم يشمل الشيعة الذين يمثلون حسب زعمه ثلث سكان الكويت، وبذلك فإن المؤتمر يمزق الوحدة الوطنية ويفرق الأمة الإسلامية!!!
ولعلمي اليقيني بأنه لا يمثل معظم الشيعة في الكويت بأطروحاته المؤججة للفتن، فأنا أستغرب أيضاَ الصمت المستمر من كبارهم وحكمائهم أمام تلك التصريحات، والتي كان أشهرها اعتباره الاعتداء على موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله «عملاً وطنياً»!!!
وإن برر لي البعض ممن أثق بهم أنهم مضطرون لسماع كلامه و«الرضوخ» لأوامره لأنهم إن لم يسمعوا أو يطيعوا فسيقاطعوا في كل مكان وبالذات التجار، والليبراليون والعلمانيون، تجدهم يستسلمون أمام أطروحاته، وذلك هو مصدر قوته، بالتفافهم حوله وإن أخطأ وبالغ في الخطأ وأوغل فيه، كما حصل مع نصرالله في لبنان، والصدر في العراق، و.... في إيران، والمهري في الكويت! ولكن هذا التبرير لا يعفي من المسؤولية أمام الله عز وجل مهما بلغ الفرد من الإيمان والثقة والالتزام والكره للطرف الآخر، فكل يحاسب على عمله وليس على قول مرجعه في أمور الدين، ولا أعلم كيف سيكون الحال إذا اندلعت حرب الخليج الرابعة أو تحرك جيش بدر أو جيش المهدي.
عندما اطلعت على برنامج المؤتمر لم أجد فيه أي ملمح لأي فكر طائفي، ولم تتعرض المحاضرات للطوائف والمذاهب حتى يقول لم نسيتم المذهب الشيعي، والمؤتمر يتكلم عن «وحدة الأمة» وتفصيل المذاهب هو تشتيت الأمة، بل إن مطلبكم هذا هو بحد ذاته تشتيت للأمة.
يوجد في الكويت حوالي ألف وخمسمائة حسينية لكافة طوائف الشيعة وجنسياتها وأجناسها واختلافاتها، تطرح فيها كل يوم العديد من القضايا ما لا يرضي الكثير من السنةـ فضلاً عما تطرحه قناة «الأنوار» فهل نطالب بإغلاقها لأنها أغفلت السنة الذين يمثلون أربعة أخماس سكان الكويت كحد أدنى!
ولو كان المهري جاداً وغير راغب بالإثارة، لبعث برسالة إلى إدارة المؤتمر يبين فيها وجهة نظره بكل احترام.
والغريب أنه لايمر شهر إلا ويظهر واحد يثير فتنة طائفية ويشغل الناس ثم يختفي ولا كأنه عمل شيئا، كما حصل مع رائد مسجد البهرة، فكلما تقارب السنة والشيعة كلما انبرى البعض بكتابهم المعروفين من الليبراليين ليدقوا إسفين الفتنة من جديد!
لقد سئم المواطنون المهاترات والاستفزازات المتوالية.
لقد آن الأوان للارتقاء بالفكر الإسلامي عن مثل هذه الأطروحات البالية التي أكل عليها الدهر وشرب، فالعالم الإسلامي يتجه إلى الوحدة والتقريب بين المذاهب والأم لا إلى التشتيت والفتن.
تعليقات