سيصعب حالنا على الكافر، وسنكون في ذمة الله وفي ذمة أعضائنا في المجلس، .. مقطع من مقالة فهيد البصيري

زاوية الكتاب

كتب 732 مشاهدات 0




 فهيد البصيري / من مال التنمية يا مفسدين!
 
 فهيد البصيري 
 
لا يفسد الحديث عن التنمية إلا الحديث عن الفساد، والفساد أيها الأبطال موجود منذ أن وجد الإنسان على الأرض، والحمد لله الذي لا يحمد على فساد سواه، والفساد يوجد حيثما وجد الإنسان وليس الحيوان لأن الحيوانات لا تعرف الفساد، بعكس أخينا الإنسان الذي على استعداد لأن يبيع نفسه وأهله من أجل عيون الفساد، ولولا الخوف من الله ومن قوة القانون، لأخذ الإنسان راحته ومارس هوايته المفضلة وعاث في الأرض فساداً.
والفساد ليس رجلاً وحيداً بل جيشاً عرمرم له قادة مؤهلون وجنود يطلبون الشهادة وهي هنا شهادة بشيكات، وله كتاب ومثقفون ومحامون وإعلاميون وموظفون حكوميون ومستشارون وما تعلمون وما لا تعلمون، والطريف أن هناك من اكتشفوا أنهم محرمون من الفساد، وراحوا يطلبون الجهاد في سبيل الفساد! حتى كاد أحد الإعلاميين المشهورين بخيبتهم وخيبة من وراءهم في إحدى (المنحطات المحلية)، أن يقول في برنامجه الأسبوعي الناقد! (من مال التنمية يا مفسدين) ففي كل حلقة وبعد أن ينتهي من نقده الرقيع، يستعرض قدراته ومؤهلاته ويصف نفسه دائماً بأنه مع الحكومة، ومع أي شيخ ظالماً أو مظلوماً، وأنه ابن الكويت الوحيد البار وفي النهاية يقول انه ورغم ذلك لم يستفد شيئاً! وعندما لم تصل رسالته للفاسدين، وضع سيناريو وقصة وحوارا لإحدى حلقات مسلسله الرمضاني السخيف، يقوم فيه البطل بمعاتبة ممثل الحكومة لأنه لم يعطه حصة من (كيكة) التنمية، رغم أنه ابن الحكومة البار! تصوروا بكل وقاحة وقوة عين! وكأن الرشوة حق مشروع وأن هناك من يستحقها وهناك من لا يستحقها!
وأخونا المذكور أعلاه، مثال من مجتمع كبير يناقش مليارات التنمية على أساس أنه لا بأس في سرقتها، ولكن بالعدل والقسطاس! والأيام المقبلة ستكشف المستور، وسيدوخ المواطنون من صراخ بعض المحطات المحلية التي لم تقم سوى لضمان حقها من تركة المرحومة الكويت.
وسيصعب حالنا على الكافر، وسنكون في ذمة الله وفي ذمة أعضائنا في المجلس، وأكثر ما أخشاه هو أن يلجأ النواب للوصفة الشعبية السحرية، وهو المعارضة ولو على قطع رقبته، ألم يطالب بعض أعضاء الأمة بحل المجلس! والحقيقة أن هذا الدواء الشعبي مفيد للنائب ومضر للأمة فالنائب سيضرب 10 آلاف ناخب (بمعارضة الحائط)، ومن جهة أخرى سيعفي نفسه من البحث عن الحقيقة ويتركنا للأوهام، بل إن أخطر ما يمكن أن تقوم به عملية المعارضة العبثية هو أن تصبح أداة من أدوات الفساد نفسه خصوصاً وأن الحقيقة مفقودة.
ولذا ليس مطلوباً من النائب أن يلغي خطة التنمية، والباب الذي يأتي منه الريح يعارضه ويستريح، كما أنه ليس مطلوباً منه أن يقبلها على علاتها ويقول : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
فهناك حقائق موجودة ومنذ الأزل، وهي أنه أينما وجد المال وجد الدافع للسرقة، وأنه مع كل مشروع، ومنذ أن قامت الكويت فرصة للسرقة والاختلاس، وهو وضع طبيعي حتى على مستوى (بسطة في سوق الخضرة) ومن أجل ذلك أنشأت المؤسسات الرادعة، كديوان المحاسبة ومجلس الأمة، والسلطة القضائية، والمدققين، والمشرفين، وحددت المسؤوليات، ووزعت المهام، ووضعت أجهزة المراقبة وأدوات المتابعة، وهناك خبرات متراكمة للتعامل مع هذه القضايا، فلكل عملية آلية وأدوات ومنهجية وخطط فرعية وخطط بديلة وأساليب رقابية ووسائل محاسبة وكل شيء ممكن ضبطه كالساعة السويسرية إنا كنا صادقين وليس إن كنا معارضين فقط.


فهيد البصيري

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك