بعد أن كان المحامون يقودون الرأي والشارع صارت الكلمة اليوم للمنافقين والإمعات للأسف، فهد البسام

زاوية الكتاب

كتب 919 مشاهدات 0


 


 
 
فهد البسام / نقطة / جمعية المنافقين الكويتية
 
 فهد البسام 
 
المحامون هم من يشكلون المناخ السياسي العام في كل دول العالم المتحضرة، ودوماً وفي كل مكان يكونون هم صلب العمل السياسي وقيادته وطليعة التغيير، لذا فكثير من أهم قادة وسياسي العالم من المحامين، أشهرهم الزوجان كلينتون وآخرهم أوباما، وهنا في الكويت يشكل المحامون عُشر أعضاء مجلس الأمة تقريباً، لكل ذلك يجب ألا يستغرب الدور الذي يضطلع به المحامي الزميل محمد الجاسم، ورغم اختلافنا معه إلا انه يبقى ما يقوم به هو الدور والموقف المطلوب من المحامي الحقيقي رغم كل ما يعانيه من ترصد وتعتيم مريب هذه المرة.
ما يعاني منه الزميل الجاسم يجرنا لدور جمعية المحامين في السنوات الأخيرة، فبعد أن كانت الجمعية في الماضي تمارس دوراً سياسياً مشهوداً ومشرفاً ضمن لها مكانة سياسية واجتماعية محترمة منحت أعضاءها بالتالي نتيجة لذلك الحصانة والهيبة والحماية في مواجهة جميع السلطات، تراجعت الجمعية في السنوات الأخيرة عن دورها الطبيعي فخسرت أهميتها وهيبة أعضائها من جهة ولم تحقق مصالحهم بالمقابل من جهة أخرى بعد كل هذه التنازلات، تنازل طوعي بلا بديل يبدو بالأفق، فلا هي التي أخذت مواقف سياسية مذكورة يحسب لها حساب ما أفقدها القدرة على الدفاع عن أعضائها ذوي المواقف ولا هي التي حققت مصالح أعضائها على الاقل لإسكات من لا يريد السكوت، والنتائج على قدر أهلها، فبعد أن كان يتولى قيادة الجمعية محامون يريدون تقديم شيء للمهنة والزملاء تولى الزمام من يريد أن يكون هو شيئاً على حساب المهنة والزملاء والفارق عظيم، فبعد رجالات المحامين الأوائل ذوي الهيبة ممن كانوا يقودون الرأي والشارع صارت الكلمة اليوم للمنافقين والإمعات للأسف، أمثال أصحاب المصالح ممن يحبون اللجان والمناصب حباً جماً فكانوا حصان طروادة «لأبناء الشهيد» وغيرهم ثم ركبوا موجة الوطنية الأولى وادعوا الاصطفاف مع محمد الجاسم في حبسه الأول فضاع الرجل مرتين، لذا فلا نستغرب بعدها اصطفاف آخرين وراء رئيس الوزراء، فالصراعات الخارجية انعكست على الداخل من أوسع أبوابها، فضاعت المكانة والمصداقية وقبلهما حرية واستقلال القرار، فأمثال هؤلاء هم من جعلوا من الجمعية تابعة لا قائدة، متأثرة لا مؤثرة، كما هو الوضع الطبيعي والمفترض.
قالها محام فرنسي كبير، «انه لفخر للمرء أن يكون محامياً مستقلاً لا ينتظر من السلطة شيئاً، وأن يتكلم بصوت عالٍ دون أن يقصر في قول كلمة الحق، وألا ينتظر شيئاً إلا من ذاته»، واليوم ومع قرب موعد انتخابات جمعية المحامين الكويتية علينا جميعاً أن نضع هذا الكلام نصب أعيننا أو الأحرى بنا أن نغير اسم جمعيتنا الى العنوان المدون أعلاه.


فهد البسام

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك