الملتقى الخليجي بدون الخليجيين!
عربي و دولينوفمبر 23, 2010, 10:52 م 3887 مشاهدات 0
تتمثل الاهمية الاستراتيجية للخليج في إن 60% من إمدادات الطاقة في العالم يتم تأمينها منه،و يلعب دورا هاما ايضا في المبادلات التجارية الاقليمية،وسكان الخليج لديهم العديد من المصالح والهواجس والقواسم المشتركة التاريخية والحضارية والعقائدية والدينية. وعلينا تعزيز الوفاق ودراسة الجوانب المختلفة والتي تشمل الطاقة والامن الاقليمي والتعاون الجماعي والبيئة. ورسالتنا هي الصداقة والتعايش السلمي والتعاون الجماعي في جميع المجالات ،أما رسالتنا الى الدول الاجنبية فهي التعامل البناء واقامة علاقات عادلة مع دول الخليج،وبالنسبة الى الدول التي لم تتخلى عن نزعتها التوسعية ،فان الرسالة واضحة وهي ان دول المنطقة قادرة على حل مشكلاتها.
ولوافترضنا غياب مصدر التصريح السابق لامكننا رده دون تحفظ لعبد الرحمن العطية الامين العام لمجلس التعاون او احد مساعديه كخطاب يمثل وجهة نظر المجلس، لكن التصريح كان جزء من خطاب منوجهر متكي في افتتاح 'الملتقى الدولي الـ20 للخليج الفارسي' الذي بدا في بندر عباس 22 نوفمبر 2010م .
عنوان الملتقى هو مواجهة المحتوى الاولي بالمراقب ، فما الذي يستحق التوقف عند ذلك الملتقى غير عودة دينامية التصعيد ؟
لقد أزلنا صفة الفارسي عن الخليج كما وردت في خطاب متكي، احتراما للمنطق، ولم نضف صفة العربي احتراما للمنهجية. وفي الوقت الذي نبارك فيه لجيراننا في جمهورية ايران الاسلامية استمرار عقد الملتقى لـ20 عاما متتالية، نتسائل ان كان قد أتي في هذا الوقت ردا على قمة الـ20 G ؟ لأنها ضمت دولة خليجية،بالاضافة الى ان أجندة الملتقى الايراني شملت مواضيع مشابهة لقمة سيؤل بينها معالجة الأزمة المالية العالمية،والطاقة النظيفة ودور هذه الطاقة في سلامة البيئة؟ وإذا كانت رسالة الملتقى ان دول المنطقة قادرة على حل مشكلاتها. فلماذا لم تحضر الملتقى دولة خليجية واحدة منذ 20 عام ، بينما شارك فيه خبراء من لبنان وايطاليا وباكستان وبولندا وسوريا واندونيسيا ومصر وفيتنام واليابان وفرنسا واليونان ورومانيا وتركيا والصين واسبانيا ؟
هل لأنه اقيم ضمن فعالياته معرض يضم وثائق وخرائط تاريخية عن الخليج كفارسي، حيث خطب متكي قائلا: ان 'الخليج الفارسي' اسم معروف بالنسبة لشعوب العالم ، وهناك وثائق يعود تاريخها الى اكثر من ثلاثة آلاف عام توضح ذلك .و إن اسم 'الخليج الفارسي' اسم معروف تاريخي ودائم،وإن التجاذبات السياسيه والمواقف الانفعاليه لن تؤدي الى تغيير اسم 'الخليج الفارسي'. فهل هذه هي رسالة المؤتمر الوحيدة ؟
ألم يكن الاجدى أن تكون نظرة متكي في هذا الملتقى الودي كنظرة رئيس المجلس الأولمبي الاسيوي الشيخ احمد الفهد عندما قال بضرورة الابتعاد بالرياضة والرياضيين في القارة الاسيوية عن السياسة بدل الادعاء بقيامه بالاعتذار على خلفية عدم استخدام عبارة 'الخليج الفارسي' في حفل إفتتاح دورة الالعاب الاسيوية 12 نوفمبر 2010م . لم يفعل متكي ذلك لأنه الخليج العربي مصطلح جغرافي وحضاري بالنسبة لنا بينما الخليج الفارسي مصطلح توسعي بالنسبة لطهران .
تعليقات