الحملة على محال الأغذية والجزّارين، يصفها د.حسن عباس بضربة معلم أصابت الكذّابين والحرامية والمجرمين في مقتل

زاوية الكتاب

كتب 794 مشاهدات 0


 


د. حسن عبدالله عباس / «لَهَم كَلْبُ»!

 
 
هل تتابعون ما يجري؟ حملة غير طبيعية جارية هذه الأيام على محال الأغذية والجزّارين، حملة أسقطت شركات ورؤوسا كبيرة وأنقذت شعبا بأكمله من أطنان من المواد الغذائية الفاسدة التي لا تصلح حتى للاستهلاك البهائمي! شكر خاص لصحيفة «الراي» لأنها كانت الأولى بكشفها لهذا الملف، وثانياً لأنني أكتب فيها!
بصراحة حملة مفزعة وغريبة، حملة جاءت بنتائج ثمينة وإيجابية بلا شك. حملة أقل ما يُقال بشأنها انها ضربة معلم أصابت الكذّابين والحرامية والمجرمين في مقتل. حملة لا يمكن ولا يجوز لنا نحن الشعب الكويتي إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم وعاون وبادر وباشر وساند بدءا بأكبر عضو في الحكومة من الوزراء والوكلاء إلى أصغر «راس» أو مفتش نزل للشارع وفتّش المحال والمخازن واصطاد المجرمين وحرّر المخالفات!
لكن لا بأس من ذكر بعض الملاحظات التي أرجو أن تتسع صدور الجميع لها: بداية، كم عدد المخالفات السابقة بالمقارنة بما حصل في العشرة أيام الأخيرة، معقولة أن تُسفر حملة «الراي» عن فضائح بحجم الأطنان من اللحوم الفاسدة من دون أن تكون سوابق للتجار الحرامية؟ «الراي» رافقت البلدية في جولة تفتيشية يوما واحدا، بل لمدة ثماني ساعات فقط وشملت سوق الجمعة وأربعة مخازن في الري، واستطاعت أن تحصر فساد ذاك اليوم بحجم 4500 كيلوغرام من المواد الغذائية، مواد فاسدة تنوعت بين معجون طماطم وأجبان وزيوت ومربى وعسل وشاي ومكسرات وحلويات وشطة وفول وتشكيلة من المعلبات!
إن كانت هذه «غنائم» حملة البلدية لساعات فقط ولأربعة مخازن في منطقة واحدة، فكم يا تُرى ستكون الحصيلة لو استمرت الحملة لعام ولجميع مناطق الكويت؟ حصيلة البلدية التي تحدثت عنها «الراي» يا جماعة تعني أن الكويتي والأجنبي والصغير والكبير ورواد المطاعم ومحبي اكل البيت والخضراواتي vegetarian وكل من في البلد قد أصابه شيء من هذه السموم!
طيب إن انتهينا من الأول، ننتقل للثاني ونقول: يا سبحان الله، يا مغير الأحوال، ما الذي استدعى واستُجد ليكون مفتشو الوزارة بهذا النشاط والحيوية الزائدة؟ فمن غير المعقول أن تكون كل هذه الأطنان التي نشرتها «الراي» وغيرها من الصحف جاءت فجأة مرة واحدة وكتصريف «لَهَم كَلْبُ» ثم يعودون كما كانوا «خوش تجار»! فهل كُنتم مثلاً مطمئنين إلى أن تجارنا أناس خيرون ثم خابت ظنونكم، ألم يكن بعضكم «يتروّق» عند بعضها كل صباح بحجة أنه في جولة تفتيشية؟ هل هدوؤكم السابق وعدم اكتشافكم للغش التجاري ظناً منكم أن بعض نوابنا لا يد لهم وغير مشاركين وأنهم «يا غافلين لكم الله»، فهل فعلاً لا تعلمون شيئا عما يجري من فساد وانكشفت لكم وللمرة الأولى من «الراي»؟ طيب ماذا كنتم ستفعلون لو لم تتحدث «الراي»؟ نسأل ولا نريد الإجابة!
ثالثاً وعالسريع، من هم؟ لماذا حراميتنا الكبار دائماً كفاعلي الخير، مجهولو الهوية؟ رابعاً وأخيراً، ليس بسؤال ولكن فضفضة سريعة: حتى لو نشروا الفساد في الاكل، وحتى لو أذاعوا الفتنة الطائفية والوطنية، وحتى لو استمهنوا الاستجوابات، وحتى لو أضروا بالرياضة، وحتى لو أضاعوا التعليم، وحتى لو نشروا كل خراب، لن نقبل بغير الحرية سبيلاً!


د. حسن عبدالله عباس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك