أحمد المليفي يدعو المواطن البسيط إلى فهم رسالة اللحم الفاسد ومن قبلها رسالة القرقيعان الحزر

مراقب
رسالة اللحم الفاسد
أحمد المليفي 

أثناء حملتنا الانتخابية وما تلتها من حملات سياسية ضد الفساد والمفسدين من السارقين للمال العام والعابثين بمقدرات البلد وثرواته أننا كنا نجابه من بعض المحبطين وبعض أصحاب المصالح الخاصة والضعفاء الخائفين بأن السرقة والتجاوز على أموال الدولة فما شأننا نحن بذلك . وكان بعضهم يردد خلونا نعيش لحالنا والمال العام له رب - أي الدولة - وعليها حمايته أما نحن فلا تدخلونا في هذه المعمعة .

وعندما كنا ولازلنا نواجه أصحاب المصالح والحاجات الخاصة بأن اختيارهم للنائب يجب أن يكون على أساس ما يقدمه للبلد من رؤية مستقبلية واعدة وموقف سياسي واضح. كان البعض يقول إن العملية خاربة خاربة ونريد نائباً يستطيع إذا احتجت له أن يخلص معاملتي في الصحة أو التعليم او غيرها في مرافق الدولة . وأصحاب المبادئ والكلام ماذا فعلوا لنا حتى الآن غير الكلام والتنظير والعيش على آمال والبلد تسير نحو الحطام؟

رسالة اللحم الفاسد وقد سبقتها رسالة القرقيعان الحزر يجب أن يفهمها المواطن البسيط قبل غيره ويجب أن يعيها المواطن العاقل المخلص قبل فوات الأوان. بأن الفساد إذا انتشر والخلل إذا وقع فانه لن يتوقف عند المال العام وحده ، ولن يطال كبار التجار وحدهم، ولن يقف عند المناقصات المليارية . الفساد عندما ينتشر فسيتحرك كما تتحرك النار في الهشيم وسينخر بجسد المجتمع كما تنخر السوسة في الخشب فتراه جميلا في الخارج ولا يلبث أن ينهار دون أن يسعفك الوقت لمعالجته.

الفساد سيصل إلى البيوت الآمنة فيخربها وسيعبث بالنفوس المطمئنة فيرعبها . الفساد إذا ترك مرتكبوه يعبثون في البلد فسيصل إلى الهواء الذي نتنفس والماء الذي نشرب والأكل الذي نأكل وحتى الملبس الذي نلبس. الفساد إذا استشرى لن يقف عند حدود. ولن يميز بين مواطن ومواطن . وبين موطن وموطن ، فنحن جميعا أهداف له .

أقول لكل المخلصين والمحبطين وحتى أصحاب المصالح الضيقة والخاصة هل وصلتكم رسالة اللحم الفاسد؟ آمل ذلك .