ديموقراطيتنا، برأى خليفة الخرافي ، مؤطرة للفساد، وما يدور تحت قبة قاعة عبدالله السالم هو مسرحية هزلية مملة

90/8/2 
ديموقراطيتنا المتخلفة هي السبب 

كتب خليفة الخرافي : 

 
ظاهرة جديدة برزت تحت قبة قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة، وهي الدفاع المستميت من قبل بعض نوابنا وتصديهم للرد على زملائهم النواب، حين ينتقدون أداء أحد الوزراء، وكأن الوزير غير قادر على الدفاع عن نفسه، والرد على انتقاد العضو.
لماذا هذه الفزعة التي لا داعي لها؟ إلا إذا كانت أسبابها لتسهيل الوزير إنجاز معاملات العضو وواسطاته الجائرة المخالفة للقانون.
ليس هناك أمر دستوري يحتاج فيه الوزير إلى النائب للوقوف معه ودعمه سوى في جلسات الاستجواب، حيث يساند النائب المعارض للاستجواب بالدفاع عن الوزير في بنود الاستجواب، إنه التخبط الكبير في ديموقراطيتنا «الخربوطة»، والتي يمجد البعض فيها هذه الأيام لتزامنها مع تاريخ 62/11/11 إصدار الدستور.
إن الديموقراطية الكويتية متخلفة جداً بكل المعايير، وهي من زادت الفساد والفوضى على مدى ما يقارب الخمسين عاماً، وتقارير الشفافية الدولية ومحاربة الفساد جميعها تثبت ذلك.
إن ديموقراطيتنا مؤطرة للفساد، وما يدور تحت قبة قاعة عبدالله السالم هو مسرحية هزلية مملة.
ـ ديموقراطية من دون أحزاب ومن دون تداول سلطة هي ديموقراطية لا تستحق الدعم والتشجيع.
ـ ديموقراطية من دون أحزاب ومن دون تداول سلطة هي ضحك على الذقون.
ـ ديموقراطية من دون أحزاب ومن دون تداول سلطة تزيد الفساد في الدولة وتغني الفاسد والمرتشي.
ـ ديموقراطية من دون أحزاب ومن دون تداول سلطة ترسخ الفتن الطائفية والمناطقية والفئوية.
ـ ديموقراطية من دون أحزاب ومن دون تداول سلطة تؤخر التنمية وتطوير البلاد وإصلاحها.
ـ ديموقراطية من دون أحزاب ومن دون تداول سلطة تهدر أموال الدولة بعشرات الملايين من الدنانير على أمور تافهة من أجل المظاهر والبذخ اللذين لا داعي لهما.
ـ ديموقراطية من دون أحزاب ومن دون تداول سلطة تضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، وتحرم أهل الكفاءة والنزاهة.
ـ ديموقراطية من دون أحزاب ومن دون تداول سلطة يبرز فيها المخربون، الذين يتبعهم الإمّعات الذين يتنفعون كثيراً فقط، لأنهم أذناب وتبع وعصاعص لهؤلاء المخربين البارزين.
***
هل يُعقل أن تتعطل 102 مشروع بقانون معروضة على مجلس الأمة من قبل الحكومة ومعها رزمة أخرى من مشاريع قوانين مقدمة من النواب؟
هذا دليل واضح على تخلف ديموقراطيتنا.

خليفة الخرافي