مبارك صنيدح يسلط الضوء على بعض الممارسات السلبية للرعب الاعلامي واثرها السياسي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 16, 2010, 1:05 ص 822 مشاهدات 0
من يجرؤ..!
كتب مبارك صنيدح
السلطة الرابعة كانت تطيح برؤوس وتهز عروشا عن طريق الصحافة فقط.. فكيف وهي متسلحة اليوم بأسلحة أشد فتكا وضراوة وتحولت الى مجموعات مدعمة بفضائيات ومواقع الكترونية.
ولذلك اليوم رُصف لهم البحر.. وزرعت لهم اشجار الموز بين نجوم السماء. ووضعت امامهم مائدة عليها عنب الشام وبلح اليمن ولبن العصفور.. وفي عرين الأسد وامام المجموعات الاعلامية المتنوعة الكل يتحاشى غضبهم.. والسجاد الأحمر مفروش لهم الى مقاعد الوزراء واصحاب القرار.
وترفع اقواما وتضع آخرين.. بإمكانها ان تسلخ جلد الرأس وتصل الى العظم قبل اللحم.. ومن يغضبهم يعض اصابع الندم ويمشي يحدث نفسه في الحواري كالمجنون.
والحكومة تستجدي رضاهم وتخطب ودهم والرغبات اوامر والطلبات يختم على قفاها (لا مانع) مع صفة الاستعجال مع بوكيه ورد وخدمة التوصيل.. وذلك كله ليس من اجل الدعم الاعلامي بل من اجل الحصول على وصل (امانة) بعدم التعرض والتشهير.
واصبح لهم دور رئيسي في صنع القرار، فكل قضية يتبنونها يحركون بعض الادوات من النواب وتبدأ التصريحات مشفوعة بتهديدات ويتحقق المراد اما بتعطيل مشروع أو تبنيه.. أو اثارة قضية مجتمعية واشغال الرأي العام بها بين شد وجذب.
واصبحت كل مجموعة لديها فريق من النواب يؤمر بأمرها ورهن اشارتها وهم وقود المعارك وسعاة الحروب السياسية وجنود لا يعصون الاوامر ولا يولون الادبار.
وخبروا التركيبة السياسية وتوليفتها وسالبها وموجبها وفي استجوابات الوزراء هم ابطال الميدان ومن خلف الكواليس من وقفوا معه ابتسم له السعد وركب قارب النجاة.. ومن وقفوا ضده تحول الى غريق يتعلق بحبال من هواه وقد تخلى عنه الجميع.
لا احد يتجرأ برش ماء على عتباتهم أو مس شعره من جبينهم.. فالمشي جنب حيطانهم طريق السلامة.. وإلقاء التحية عليهم بخشوع ورهبنة وحمرة مسكنه يسمح له بالمرور وتجاوز اشارة المرور!
ومع ذلك لا يمكن اغفال الدور الرئيسي للاعلام الحر والمجاميع الاعلامية بدعم الديموقراطية ودولة المجتمع المدني والمؤسسات وفصل السلطات والدفاع عن الحريات والكشف عن مواطن الفساد والخلل ودعم استقرار المجتمع ووحدته الوطنية.. ولكنه تسليط الضوء على بعض الممارسات السلبية للرعب الاعلامي واثرها السياسي.
مبارك صنيدح
تعليقات