من كان يحارب سراق المال العام بالأمس أصبح حبيبهم اليوم.. مقطع من مقالة محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 851 مشاهدات 0




خوش ليبراليين..! 

كتب محمد بن إبراهيم الشيباني : 

 
أحصوا معي عدد صحف وقنوات من أسموهم بسراق المال العام، لن تكون كثيرة بل لن تكون سوى صحف وقنوات معدودة لا تزيد عن اصابع اليد الواحدة.. وليس هذا مرادي من سؤالي وانما أردت ان أقول «خبونا» في اعوام الثمانينات والتسعينات بأخبارهم والتركيز عليهم.. فكانت تلك الحرب من حيث طول أيامها كأنها «داحس والغبراء»! مع علمي اليوم بعد التتبع والتحقيق أن سر تلك الحملة ورجالاتها وأسبابها وما آلت اليه اليوم من ملف تجاوز المائة والعشرين صفحة مصالح شخصية أكل كيكتها واحد أكثر من الآخر او قل أكل واحدهم الكيكة كلها!
ولكن من كان يحارب سراق المال العام بالأمس أصبح حبيبهم اليوم، أو ان صحت العبارة ارتمى في أحضانهم وكما يقولون: «الحي يقلب»! والديرة اليوم والكثرة الكاثرة فيها «تقلب» للمال والمنصب وحب الظهور الذي لا يكون اليوم الا عند اولئك في اعلامهم وأموالهم وقديماً قالوا: «حب الظهور يكسر الظهور»! بل أراه يكسر الكرامة وعزة النفس والمبادئ والقيم!
الكثير من الليبراليين الذين كنا نعتقد انهم عند مبادئهم وملتزمون بها ولا يحيدون عنها، بل ولن يحيدوا عنها مهما تطاول الزمان وتغير المكان والناس (وبالفعل يوجد منهم بعيض اليوم ولكنهم خارج دائرة الصراع)، فقد تأكد كذلك ان الحكومة التي كان يحاربها هؤلاء في اغلب ازمنتهم اغرتهم بالمناصب والمال، واستطاعت ان تدخلهم في عباءتها من دون عناء! ناهيك عن سراق المال الذين كانوا يحاربون، فها هم اليوم يكتبون في صحفهم وبأعداد ليست قليلة وبأسماء لامعة كانت تقول وتقول!
وأما الفريق الآخر «التخصص» الاعلامي فقد استطاعوا أن يجروا أرجلهم في برامج من النوع الفاخر المتعوب عليها مادياً وامكانياً!
والله زمن يا سلاحي اشتقت لك في كفاحي، أصبح والله زمن في اعلامي واشتقت لك في وصولي ولو على حساب مبادئي! أنا هنا لست ضد أحد على أحد، لأني مالي شغل في الاثنين وليس لي مصلحة مع أحد أيا كان هؤلاء أو من غيرهم، ولكني أردت أن أذكر فقط هنا! أما الامثلة الكثيرة فليست مقتصرة على هؤلاء وفي ذلك المكان، وانما على طول البلاد وعرضها، حيث ان أغلب الجماعات والطوائف والأحزاب قد دخلت تحت عباءات نفعية (مصالح) متنوعة! الله يثبتنا على دينه ويحسن الخاتمة.. والله المستعان.
* * *
• الحدب!
«الحدب يعرف كيف ينام»!

محمد بن إبراهيم الشيباني

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك