طالباني في خطابه:
عربي و دوليأتعهد بإقامة أفضل العلاقات مع الدول المحيطة، والمصالحة الحقيقية هي التعالي على الفئوية بكل أشكالها
نوفمبر 12, 2010, 2:34 م 1904 مشاهدات 0
تعهد الرئيس العراقي جلال طالباني في اول خطاب له بعد تجديد ولايته رئيسا للعراق باقامة افضل العلاقات مع محيط بلاده الاقليمي والعربي والاسلامي وبخاصة الدول المجاورة للعراق.
وقال طالباني 'اننا نحيا في عالم مترابط فلا بد من السعي الحثيث لاقامة اوثق العلاقات واطيبها مع محيطنا العربي والاسلامي وخاصة الدول الشقيقة والمجاورة ومع سائر دول العالم'.
واضاف 'التعاون الثنائي والمتعدد الاطراف اقليميا وعالميا يجب ان يصبح سبيلا نحو الاستقرار والاغناء المتبادل اقتصاديا وثقافيا ووسيلة لتطويع احدث منجزات المعرفة البشرية والتكنولوجيا لصالح التنمية في بلادنا ' مشيرا الى ان هذه المنجزات كلها ينبغي أن 'توظف لغرض تنويع اقتصاد بلادنا وتحقيق نهضة عمرانية وإحراز تقدم سريع في مجالات التربية والثقافة والعلوم والفنون'.
وسلط طالباني في خطابه الضوء على الملفات الجوهرية المتعلقة بالراهن العراقي بكل ازماته وكيفية تجاوزها وعرض لمحاور تتعلق بمستقبل العراق واستقراره والشروع بمهام الازدهار والتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مؤكدا ضرورة انجاز مشروع الوحدة الوطنية الحقيقية والمصالحة الوطنية الحقيقية بغية الانطلاق في مشروع بناء الدولة العراقية الحديثة ورسم السياسات الداخلية والخارجية للعراق.
وقال' ان المصالحة الحقيقية التي نتحدث عنها تعني أيضا التعالي على الفئوية بكل أشكالها الدينية والمذهبية والقومية والحزبية والعشائرية' رافضا 'تحول الوزارات العراقية الى ما وصفها اقطاعيات لطرف دون غيره'.
كما انتقد 'منح المناصب وتوزيع المسؤوليات على أساس الولاء والانتماء وليس الكفاءة والخبرة والأهلية والنزاهة'.
وشدد على ان 'المصالحة بمفهومها الواسع هي شرط ومقدمة لا بد منها ليس لتحقيق الامن فقط بل ولاستئصال الفساد وتحديث عمل اجهزة الدولة وانهاء ترهلها وتغيير انماط التفكير واساليب الادارة'.
وراى طالباني ان 'ترتيب البيت الداخلي وسيادة الوئام فيه يتطلب ان نسعى لبناء الانسان الجديد النابذ بالمطلق للعنف كوسيلة للعمل السياسي والقابل بالرأي الاخر والتداول السلمي للسلطة والرافض للأنانية وحب الاستئثار والتعالي والاقصاء'.
والمح ضمنا الى الاعتداء المسلح على كنيسة سيدة النجاة وما اعقبه من رغبة لعائلات عراقية مسيحية بمغادرة العراق بقوله 'ان الانسان الذي يدرك ان وجود ابن وطنه المختلف عنه دينيا او مذهبيا أو قوميا انما هو شرط لوجوده وان الاناء العراقي الواحد يفقد رونقه وكيانه اذا اقتطع منه أو غاب عنه جزء منه'.
واضاف ' اثبتت الوقائع ان الحريق اذا ما اندلع فانه لا يعرف حدودا عرقية أو دينية أو مذهبية بل ان نيرانه تنال من الوطن بكل أجزائه ومكوناته'.
وتابع ' لم يساهم في تعزيز الاستقرار كون الوضع الجديد في العراق لم يحظ على الدوام بما كان يستحقه من ترحاب ودعم من الاشقاء والجيران' ماضيا الى القول 'كل ذلك جعل مسيرتنا تتلكأ في بعض الاحيان وانعكس هذا التلكؤ في تأخير تشكيل الحكومة بضعة أشهر وما اتاح لضامري الشر ومنتهزي الفرص التحرك من جديد لاستثمار ثغرات أمنية وسياسية لشل حركة البلد'.
وذهب الى اعلان تكليف المالكي بالاسم بتشكيل الحكومة قبيل الاعلان الرسمي بقوله 'بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الاخ المالكي نكون قد وضعنا سدا منيعا في وجه الارهابيين والساعين الى اثارة الفتن'.
لكنه استدرك قائلا ' ان الاستقرار الحقيقي والأمن الدائم لن يتحقق الا في ظل الوحدة الوطنية الحقيقية والمصالحة الوطنية الحقيقية التي تقوم على اجراء مراجعة شاملة للماضي من قبل الجميع ويكون عنوانها التسامح والغفران من دون نسيان الجرائم او طمر الوقائع'.
وتحدث طالباني عن الشراكة بوصفها مفهوما 'لا ينبغي ان يكون محصورا في توزيع المناصب والصلاحيات وتحديد اليات اتخاذ القرار' على حد تعبيره ماضيا الى القول ' بل لابد أن ينطلق من فكرة الشراكة في الوطن وهي المرتكز والأساس الذي يتوجب أن يقوم عليه بنيان الدولة العراقية الحديثة المستندة الى هوية وطنية جامعة لابناء القوميات والاديان والمذاهب من دون الغاء الخصائص الذاتية لكل منهم'.
وخلص الى التاكيد على ان دولة المساواة بين المواطنين ليس عبر نصوص دستورية فقط بل من خلال الممارسة العملية والواقع الفعلي وقال 'ينبغي أن يكون الاساس الثابت في عمل كل مفاصل الدولة متمثلا في تكافؤ الفرص والندية وضمان الحق في العمل والضمان الاجتماعي والصحي'.
تعليقات