يوم عرفة والعتق من النار
محليات وبرلماننوفمبر 12, 2010, 3:05 ص 10533 مشاهدات 0
من أعظم كرم الله سبحانه وتعالى على عباده أن جعل لعبادته مواسم يتقرب بها إلى ربه سبحانه، ويتقرب إليه بالطاعة، ويؤمن به بالعبادة والتقوى ويزداد بها فضلا عنده ومكانه، ومن أعظم المواسم موسم الحج، فهو موسم الهدايا والكرم، موسم المغفرة والرحمة، موسم لمغفرة الذنوب، موسم يغسل الله به العباد من الآثام والخطايا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قيل : ثم ماذا؟ قال: حج مبرور) رواه البخاري ومسلم.
وعنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) رواه البخاري ومسلم، أي يغفر الله ذنوبه فلم يبق عليه منها شيء، فهو مبتغى المستغفرين التائبين، وملاذا للهاربين لطاعة الله ورحمته، بهذا الموسم يباهي الله سبحانه وتعالى ملائكته بعباده الطائعين، فعن عائشة رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء، أشهدكم أني غفرت لهم) أخرجه مسلم، وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثًا غبرًا ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يومًا أكثر عتقًا من النار، من يوم عرفة ) رواه ابن خزيمة و ابن حبان و البزار والبيهقي.
ويوم عرفة يوم العتق من النار ويوم رحمة الله، كما أن صيام يوم عرفة يكفر سنتين، فعن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم، ويوم عرفة يوم اكتمال الدين فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: (( اْليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً )) سورة المائدة، قال عمر رضي الله عنه: (قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة، يوم جمعة). أخرجه البخاري، ويوم عرفة يوم دعاء وابتهال إلى الله وتقرب إليه بالطاعات وطلبه الرحمة منه والمغفرة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) صحيح الجامع.
كما ان الحج يورث الجنة وهي أماني المؤمنين ورح المتقين وزاد الطائعين، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) رواه الترمذي، وعن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة) رواه الترمذي.
كم سن النبي صلى الله عليه وسلم سنة الأضحية يوم النحر أي يوم العيد وسمي بيوم النحر لأنه ينحر فيه الهدي، لقوله سبحانه وتعالى بسورة الكوثر ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ(3))، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضحى بكبشين أملحين أقرنين، كما ان الأضحية تعتبر صدقة إذا أحب المضحي أن يضحي لأبويه أو سائر من كان ميتا فهي تعتبر صدقة. وقوله سبحانه وتعالى بسورة الحج (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ).
نسأل الله ان يغفر لنا ذنوبنا ويتوب علينا ويتقبل ممن حج بيته ويغفر له.
تعليقات