رفع الحصانة عن المسلم في قضية شيك رئيس الوزراء برأي زايد الزيد هي محاولة من أصحاب النفوذ في 'الحكومة الخفية' لإبطال مفاعيل النصوص الدستورية !!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 12, 2010, 1:21 ص 1379 مشاهدات 0
الخلاصة
امتهان لدور نواب الأمة
زايد الزيد
سيعرض في الثلاثين من الشهر الجاري على مجلس الأمة طلب رفع الحصانة عن النائب الفاضل الدكتور فيصل المسلم ، على خلفية قضية شيكات رئيس الوزراء الشهيرة ، والقضية مقدمة من بنك برقان ، كون الشيك الذي عرض النائب المسلم صورة عنه ( تحت قبة قاعة عبدالله السالم ) يعود للبنك ذاته !
البنك تقدم ضد النائب المسلم بقضية تحمل اتهام عنوانه : ' الاضرار بالمصالح المالية للغير ' ، فهو ( أي البنك ) لم يتهم النائب المسلم لا بتهمة الكشف عن الشيك ؟ ولا بتهمة الكشف عن هوية مانحه ؟ ولا حتى بتهمة الكشف عن هوية المستفيد منه ؟ لأن البنك ( طبعا نقصد القائمين عليه ) لا يستطيع أن يفعل ذلك لأنه يعرف أن القضية ساقطة ومنعدمة لامحالة بموجب المادتين ( 108 ) و ( 110 ) من الدستور ، فالأولى تقول بأن : ' عضو المجلس يمثل الأمة بأسرها ، ويرعى المصلحة العامة ، ولا سلطان لأي هيئة عليه في عمله بالمجلس أو لجانه '، بينما الثانية تنص على ' عضو مجلس الأمة حر فيما يبديه من الآراء والأفكار بالمجلس أو لجانه ، ولا تجوز مؤاخذته عن ذلك بحال من الأحوال '.
واذا كان الحال كذلك ، فلما يقوم البنك برفع القضية على النائب المسلم نيابة عن ' الغير ، المتضرر ' ؟ ولماذا لم يقم المتضرر ذاته سواء كان مانح الشيك ، أو قابضه ، برفع الدعوى على النائب المسلم ؟؟
ثم أن قانون المصارف تدور محاور نصوصه على محاسبة موظفي المصارف في افشاء المعلومات المصرفية المؤتمنين عليها ، ولاتذهب النصوص إلى أبعد من ذلك !
القضية باعتقادي المتواضع ، ليست ذات طبيعة قانونية بتاتا ، هي قضية سياسية من الدرجة الأولى ! هي محاولة من أصحاب النفوذ ، أصحاب اليد الطولى في الحكومة ' الخفية ' ، أصحاب السلطة الحقيقية في البلد ، بإبطال مفاعيل النصوص الدستورية مع وجودها ، فهم عجزوا حتى الآن عن القضاء على الدستور ، إما بصناعة دستور بديل مسخ ، أو بتنقيح الدستور القائم ، ومهمتهم هذه ( صناعة دستور بديل ، أو التنقيح ) مؤجلة إلى حين ' إنضاج ' الظروف المناسبة لتنفيذ المهمة ، وحتى تحين هذه الفرصة ( وعساها ألا تحين أبدا ) ، تعمل الحكومة ' الخفية ' على إبطال مفاعيل النصوص الدستورية القائمة ، ومنها تقييد حق النائب ، فيما يقول تحت قبة البرلمان ، أو في اللجان ! و لعلكم تذكرون تصرف الحكومة ' الخفية ' تجاه التعامل باستخفاف شديد مع الاستجوابات الآخيرة ، حينما تم تحويل ثلاثة منها إلى سرية ، وهذا أيضا نموذج آخر لإبطال مفاعيل النصوص الدستورية الخاصة بالاستجواب حتى يفقد فاعليته وتأثيره !!
وأيضا من المهم أن ننبه أن النائب الفاضل الدكتور فيصل المسلم ليس مقصودا بذاته ، في هذه القضية ، فالمقصود - كما ذكرنا - هو إبطال مفاعيل نصوص الدستور ، مادامت الحكومة ' الخفية ' عاجزة حتى الآن عن تنفيذ مهمتها التي أشرنا إليها ، فهم سيبدأون بموضوع شيكات النائب المسلم ، ولكنهم لن يتوقفوا عندها ، إن نجحوا في مسعاهم - لاسمح الله - ، وسيتجهون للنواب الآخرين في حال إثارة أي موضوع يزعج قوى الفساد والافساد ، طالما كانت هناك سابقة في إلجام أصوات الحق والضمير والحي من أمثال نائبنا البطل فيصل المسلم ..
لذا ، أنا أزعم أنه ليس النائب المسلم ، هو من سيكون في مواجهة الدعوى في يوم 30 نوفمبر الجاري ، حينما يعرض على المجلس طلب رفع الحصانة عنه ، بل نواب الأمة جميعا هم من سيكونون في مواجهة هذه القضية المفصلية في حياتنا السياسية والبرلمانية ، والشعب الكويت والتاريخ سيكونان شاهدان على الجميع ..
ألا هل بلغت ؟ اللهم فأشهد ..
تعليقات