ماذا لو كنت أنت واحدا من البدون.. سلطان العنزي يدعوك لأن تضع نفسك مكانهم .. فماذا يكون شعورك حين تشعر بمآسيهم

زاوية الكتاب

كتب 794 مشاهدات 0





 تخيل لو أنك من البدون 
 
الجمعة 12 نوفمبر 2010 - الأنباء

نقل النائب د.يوسف الزلزلة الرغبة الأميرية السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في حل قضية البدون خلال 5 سنوات وبشكل جذري. وليس هذا بغريب على أميرنا فهو والد كل فرد مقيم على هذه الأرض الطيبة، وأعتقد أن هذه الأخبار بواشر خير أن الحكومة بدأت تعي أن قضية البدون يجب أن تحل بشكل نهائي، ولكن قبل أن تعي الحكومة ذلك يجب أن يدرك الشعب الكويتي الجوانب المحيطة بهذه القضية، فمن ناحية القضية وطنية يجب ألا نتقاذفها في الفترات الانتخابية ونستغلها للمساءلات السياسية. فوجود أكثر من 100 ألف مقيم بصورة غير شرعية في بلد لا يتجاوز سكانه المليونين، 70% منهم وافدون، أمر خطير جدا. ولعل أغلبنا يدرك هذا الجانب من القضية، ولكن هنالك الجانب الإنساني للقضية والذي للأسف قد يخفى عن الكثير منا، أو ربما قد يتجاهله عن قصد الكثير منا. هذا المقال ليس موجها للحكومة أو النواب. هذا المقال ليس موجها لمن اتخذ رأيا ضد البدون ولن يغيره مادام حيا. هذا المقال موجه لك أنت. هذا المقال يخاطب قلبك قبل عقلك. المقال موجه للإنسان فينا.
قضية البدون قضية إنسانية يجب ألا نتعامل معها كأطفال في ساحة اللعب بقولنا «أنا كنت هنا قبلك». فمن نتكلم عنهم هم بشر مثلنا يشاركوننا في حياتنا ولهم ما لنا وعلينا ما عليهم. فبينما تفكر عزيزي القارئ الكويتي في مستقبلك وموعد تخرجك من الجامعة أو في الترقية الوظيفية أو تفكر في مستقبل أبنائك في أي جامعة سيدرسون؟ وهل ستدرك حفل زفافهم؟ بينما تقلق حول هذه الأمور، تخيل معي حال الشاب من فئة البدون الذي لا يعلم إن كان سيتوظف أم لا. تخيل معي حال الفتاة من فئة البدون التي تحلم بيوم زفافها.

تخيل معي عزيزي القارئ حال الأب من فئة البدون، تخيل معي حال الأم من فئة البدون، تخيل معي حال الجد من فئة البدون، تخيل ماذا يدور في بالهم من هموم؟ أليست هي أشد من همومك وطأ وأكبر تنكيلا؟ هل تتذكر حالك أثناء الاحتلال الغاشم؟ هل تتذكر مستقبلك المظلم في تلك الفترة؟ هل تتذكر مأساتك أمام العالم على مدى 7 أشهر؟ فتخيل وضعك لو أنك من فئة البدون منذ الستينيات. تخيل لو أنك جالس تقرأ هذا المقال وسط عائلتك من زوجة وأخ وأخت وأم وأب وابن وابنة، كلهم لا يملكون ورقة تربطهم بهذه الأرض الطيبة، تخيل وضعك ولا تلقي بالجريدة أرضا، تخيل وضعك ولا تقلب الصفحة إلى قسم الرياضة متجاهلا ضميرك الذي بدأ يؤنبك، تخيل وضعك ولا تلتفت إلى التلفاز باحثا عن مسرحية تنسيك هموم من يشاركك تراب الكويت. كما أن قضية البدون لها جانب ديني، فمن نتكلم عنهم يشاركوننا ديننا ولغتنا وثقافتنا وحضارتنا. نعم من نتكلم عنهم أتوا من البلدان المجاورة لنا، ولكن من أين أتينا نحن؟ ألم نأت من نفس البلدان؟ من نتكلم عنهم هم إخوتنا وأبناء عمومتنا، فشئت أم أبيت، كلنا أحفاد النبي إسماعيل بن إبراهيم عليهم أفضل الصلاة والتسليم. أهكذا تعامل أبناء عمومتك؟ أهكذا نعامل ذا القربى واليتامى والمساكين والجار وابن السبيل؟ أهكذا علمنا الدين الإسلامي؟ والله ولي التوفيق.
 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك