تيسير عبدالعزيز الرشيدان يُذكرنا بأن معركة الصريف سقط فيها شهداء من كل العوائل الكويتية

زاوية الكتاب

كتب 2712 مشاهدات 0




معركة الصريف 

كتب تيسير عبدالعزيز الرشيدان : 

 
بعد أن سيطر الشيخ مبارك الصباح على مقاليد الحكم في الكويت سنة 1896، وبعد توقيع اتفاقية الحماية مع بريطانيا في سنة 1899، انتعش السوق في الكويت، وعدد سكانها آنذاك 35 ألف نسمة تقريبا، نتيجة للاستقرار السياسي والاقتصادي، وارتفع سعر اللؤلؤ والرحلات التجارية البحرية إلى الهند وزنجبار، والبرية إلى بلاد الشام ونجد، وتوسّع نفوذه حتى بلغ القصيم والاحساء، ثم بدأ الحسد والطمع يدبّان في من أرادوا شرا بالكويت.
حدثت معركة الصريف في 1901/3/17 في وسط نجد بالقرب من بريده، ومعنى الصريف «الفضة أو صوت القلم»، وكانت بين جيش الشيخ مبارك الصباح وابن سعود وتحالف من القبائل (27 بيرقا و64000 مقاتل يحملون 5000 بندقية مارتيني انكليزية)، ضد حاكم حائل عبدالعزيز الرشيد ويكنى «الجنازة» وعشيرة الجربا ومن حالفهم (12 ألف مقاتل و2000 ناقة صخرية-حربية)، والذي دأب على مساندة يوسف الإبراهيم ضد الكويت والجربا ضد ابن حثلين. وكان ابن الرشيد قد ساند يوسف الابراهيم نكاية بشيخ الكويت مبارك الصباح، الذي أجار واستضاف الأمير عبدالرحمن بن فيصل بن سعود سنة 1891، ثم دعمه للعودة إلى حكم أجداده 1902/1/15 لتستقر نجد والجزيرة العربية عموما بعيدا عن حال الحروب والغزوات.
ولقد كانت معركة الصريف ذات بعد سياسي انكليزي عثماني، لأن فوز أي طرف يعني سيطرة الدولة التي تدعمه، وكانت خسائر الجيش الكويتي أكثر من خسائر جيش ابن الرشيد، ولولا رحمة الرحمن ثم مساعدة أهل القصيم المحبين للكويت والمقاتلين الكويتيين المنسحبين، لكثر عدد القتلى.
ومن الشهداء الكويتيين في معركة الصريف من عوائل آل الصباح وبورسلي والروضان، العنجري المضف، الوقيان، البدر، المتروك الرشدان، الرشود الشحومي، الحجيلان الجويسري، الصانع، المناعي، الدبوس، السعدون، المهنا العيدان والمطوع وغيرهم.
ومن أسباب الخسائر الفادحة آنذاك الزهو بالعدد رغم أن الكثيرين من القوات الكويتية لم يكونوا محاربين متمرسين، ولم يتدربوا على فن الخداع الحربي مثل تصدر النياق لصد الرماة وتشتيت جيش العدو.
ثم أخل بالجهد الحربي تقسيم أجزاء من الجيش لاحتلال بريدة وعنيزة وسحب الملك عبدالعزيز بن سعود جزءا من الجيش لفتح الرياض في المحاولة الأولى سنة 1901 بعد وصولهم إلى روضة التنهات، ثم انسحاب بعض القبائل المتحالفة مع الكويتيين من المعركة.
نعتقد، استنادا الى هذه المعركة وغيرها، أن هناك جهات خارجية تتدخل بأي شكل من الأشكال مع أو ضد لتحمي مصالحها ولو على حساب البلد وأصحابه المعنيين، ويجب على أصحاب القرار في كل مكان الانتباه لذلك، وعدم الركون إلى أصحاب المصالح الذين ما ان تتغير الظروف حتى ينقلبوا على أعقابهم، كما أن من شروط النجاح الاستعداد الجيد وتوقع جميع الاحتمالات، ووضع الخطط البديلة، وعدم تشتيت الجهود للوصول إلى أفضل النتائج.

تيسير عبدالعزيز الرشيدان

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك