البغلي يحمد الله على عدم تحرير الأندلس!!

زاوية الكتاب

كتب 1619 مشاهدات 0





جرة قلم 
نحمد الله على عدم تحرير الأندلس! 

كتب علي أحمد البغلي : 

 
أحد نوابنا الأشاوس طالب منذ سنوات بأن تعود الأندلس للحكم الاسلامي، وتحريرها من ربقة «اهلها» المسيحيين الذين استردوها من المسلمين، لأن قادة وملوك المسلمين لم يحافظوا على ذلك البلد، بل بكوا عليه حينما طردوا منه، فقالت أم أحدهم لابنها «ابك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه مثل الرجال».. تصوروا لو تحققت أمنية هذا النائب.. أو أن الاندلس مازالت تحت حكم المسلمين واستولى على مقاليد الحكم فيها من المسلمين من يؤمن بالفكر الاستئصالي التكفيري للآخرين، مثلما نرى ما يحدث في الكويت من اعضاء مجلس الأمة والبلدي ولجنة الافتاء في وزارة الاوقاف وجميع المنتمين للعقائد التكفيرية، أو من يعتقد نفسه وحده الفئة الناجية.. لو حدث هذا الأمر الكابوسي لما رأينا كنيسة واحدة باقية في اسبانيا لأهل بلدها الاصليين!.. ألم يحول العثمانيون كنيسة اياصوفيا في اسطنبول التي بناها البيزنطيون الى مسجد ليحولها القائد العلماني الفذ كمال أتاتورك فيما بعد الى مزار سياحي؟!
يقول لي أحد الأصدقاء الذين يقضون الصيف في منتجع ماربيا الاسباني، انهم يصلون الجمعة في جامع الملك فهد في ذلك البلد السياحي، الجامع يتسع لحوالي 1500 مُصلٍّ، لا يسعهم المسجد، فيصلون خارجه وفي الشوارع المحيطة.. صلاة الجمعة توقف احوال كل المنطقة المحيطة، فترى الاسبان ينتظرون بصبر وأدب المسلمين لينتهوا من صلاتهم وخطبة جمعتهم لكي يصل اولئك الاسبان الى منازلهم ومقاصدهم.. لم يبدر من أحد من أهل المنطقة أو سياحها أي تذمر أو استقصاد للمسلمين، لأنهم يؤمنون بحرية العبادة والعقيدة قولا وفعلا.
* * *
لدينا أقامت احدى الجاليات الآسيوية احتفالا بعيدها الوطني في ملعب كرة قدم يوم جمعة في الجهراء، ليأتي اساطين الغلو والتزمت الصحراوي، البعيد عن فكر اهل الكويت وتسامحهم، ليوقفوا ذلك المهرجان المسالم، بمساعدة من اهل السلطة بوزارة الداخلية، التي اعطت التصريح باقامة المهرجان، ثم نكصت على اعقابها راضخة خانعة لاهل الغلو واقصاء الآخر!
المساجد والمراكز الإسلامية في الغرب المسيحي وفي آسيا البوذية في كل حدب وصوب وبين المناطق السكنية، يكفي المركز الاسلامي في روما الذي يبعد مئات الامتار عن قلعة قلاع المسيحية «الفاتيكان»، ليعبر عن تسامح اهل الغرب مع الديانات الاخرى وعلى رأسها الاسلام، مع ان الكثير من المنتمين لهذه الديانة وباسمها اهدروا دماء اهل تلك الديانة واراقوا دماء المدنيين الأبرياء في بلدان العالم.. لذلك فان قرار اشخاص غير مسؤولين مثل لجنة الاحمدي واغلبية الحضور في جلسة المجلس البلدي الفائتة ــ برفض التصريح باقامة كنيسة في منطقة المهبولة ــ يبقى امرا مرفوضا وغير مقبول على كل الاصعدة ويسيء لسمعة الكويت واهلها ودستورها وقوانينها، وستؤنب الكويت في المحافل الدولية لحقوق الانسان وغيرها على اتخاذ قرار على هذه الشاكلة، لذا فالمطلوب من كل من يملك شيئا من البصر والبصيرة من افراد الشعب ومؤسسات المجتمع المدني واعضاء مجلس الامة الشرفاء والحكومة، التصدي لهذا الفكر الاستئصالي الغريب على مجتمعنا ومحاصرته تمهيدا لمواراته التراب، لتعود الكويت بلد انفتاح وتسامح وتعددية.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

علي أحمد البغلي

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك