بعض الأحزاب العراقية رفضت مبادرة الملك عبدالله لأن قرارها ليس بيدها، بل تتلقى التعليمات من طهران.. د.وليد الطبطبائي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 2, 2010, 12:34 ص 979 مشاهدات 0
الدور الخليجي في العراق «أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبدا..»
كتب د.وليد الطبطبائى
2010/11/01 10:12 م
لم يكن مفاجئاً ان تبادر بعض الاحزاب في العراق الى الرفض الفوري لمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاجتماع تستضيفه السعودية بعد الحج ويهدف الى اخراج العملية السياسية العراقية من النفق المسدود الذي تاهت فيه منذ ستة شهور، فبعض هذه الاحزاب لديه حساسية ضد كل ما هو عربي او يتم تحت سقف جامعة الدول العربية، والبعض الآخر لا يملك قراره المستقل ويتلقى التعليمات من طهران.
بعض هذه الاحزاب قال ان المبادرة السعودية «جاءت متأخرة» وكأن بقاء العراق سبعة شهور بلا حكومة دستورية ليست تأخراً، وهم قالوا ايضا انهم يفضلون مبادرة الطاولة المستديرة التي اقترحها رئيس اقليم كردستان مسعود البرازاني مع ان العراق شهد مبادرات داخلية متعددة منذ شهور ولم تفلح اي منها في حسم الخلاف المزمن حول رئاسة الحكومة التي لا يبدو ان نوري المالكي على استعداد للتنازل عنها بأي ثمن.
عموما المبادرة السعودية قد تتم في النهاية، وقد تحضرها الاحزاب العراقية لكن نتائجها تبقى غير مؤكدة، فالمملكة العربية السعودية وان تمتعت بتاريخ جيد من النجاح في حل الخلافات العربية في الماضي – مثلما فعلت مع لبنان في اتفاق الطائف – فان العراق يمثل تحديا استثنائيا، فهذا البلد ترك لقوى اقليمية مثل ايران تصول فيه وتجول منذ 2003 وترسخ اقدامها فيه وتهمش اي قوى وطنية عراقية مستقلة، والنتيجة الآن ان للدول العربية – مثل السعودية ومصر – مواقع سياسية واقتصادية محدودة جدا داخل العراق وبالتالي قدرة محدودة على التأثير الايجابي في سياسة هذا البلد.
مع ذلك تبقى كل مشاريع التدخل السياسي الايجابي العربي في العراق مطلوبة، وخصوصا من قبل المملكة ودول الخليج، فالاطراف السياسية العراقية يجب الا تترك محاصرة من قبل النفوذ الايراني ويجب ان تعطي خيارات وامتدادات توفرها سياسة تقودها المملكة ودول الخليج لضمان ان العراق سيبقى بلداً عربيا يتمتع بالتماسك والاستقرار، وانه لن يحول الى لغم طائفي تقسيمي يهددنا ويهدد المنطقة كلها.
لقد ترددت دول الخليج عن التدخل الايجابي الفاعل في العراق على مدى سنوات طويلة وتأكد للجميع الآن ان هذا التردد كان خاطئا وخدم النفوذ الايراني بقدر كبير، لكن ان يتحرك الدور الخليجي متأخرا خير من ألا يتم ابدا، ويجب ان تنسق للاستقلال عن النفوذ الايراني وان تتم مواجهة وتقليص نفوذ الاحزاب والمجموعات التي تخدم المشروع الايراني في العراق، فلم يعد عاقل يجهل مدى جسامة الخطر المستقبلي لهذا المشروع الذي يتكئ على العراق ويحاول مد اذرعته في باقي دول الشرق العربي سرا وجهرا.
د. وليد الطبطبائي
تعليقات