قراءة عروبية في المبادرة السعودية
خليجينوفمبر 1, 2010, 9:26 م 2580 مشاهدات 0
عندما تتجرأ مبادرة على تحدي الحواجز الذهنية،لمن اعتاد الوصاية في التفكير ،فان رده العجول يكون الرفض . من جانب آخر فقد أستعجل إخواننا في المملكة العربية السعودية الشقيقة أيضا بدعوة الكتل السياسية العراقية للحضور إلى الرياض وحلِّ الخلاف على تشكيل الحكومة. فالقدر العراقي الذي أسودت جوانبه من لهيب نارالتفجيرات طوال ثمان سنوات كان آخرها صاروخي كاتيوشا على المنطقة الخضراء يوم أمس الاول ،لازال بعيد عن انضاج مافي داخله.
لقد وقعت المبادرة السعودية على الاذن العراقية كأنها عزف على وتر مشدود لم تعتده الاذن المشوشة بمواويل من أوتار التردد المرتخية، بدليل اسهاب الكتل السياسية العراقية في تعداد عيوب مبادرة خادم الحرمين الشريفين والتي شملت:
1. قد جاءت المبادرة متأخرة في وصف كتلة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي .
2. لا أولوية لها مقارنة بالمبادرة الوطنية لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني في وصف المجلس الأعلى الإسلامي' الذي يتزعمه عمار الحكيم.
3.تلبية دعوة العاهل السعودي ستؤخر تشكيل الحكومة العراقية .
4. المبادرة ستزيد المشهد السياسي تعقيداً.
5.أزمة تشكيل الحكومة هي مشكلة عراقية، وعليه لا يحبذ ون التدخُّل الدولي أو الإقليمي في الشأن العراقي.
6.السعودية غير محايدة ولم تسقط ديونها على العراق .
لقد كان وضوح المبادرة بوضوح كلمات خادم الحرمين الشريفين في بيانٍ نقلته وكالات الأنباء حين قال 'أدعو فخامة الأخ الرئيس جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الشقيق، وجميعَ الأحزاب التي شاركت في الانتخابات والفعاليات السياسية إلى وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية وفي مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة الجامعة العربية، للسعي إلى حلٍّ لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والردّ فيها'. وباستثناء القائمة العراقية بقيادة د. أياد علاوي،رفضت جهات عراقية عدة المبادرة السعودية لكونها مبادرة واضحة للحفاظ على هوية العراق العربية . فهي لم تحمل اية شروط مسبقة إلا شرط عروبتها بعقدها في قلب جزيرة العرب ،ولذلك ظهرت الاطراف الرافضها لها وهي ترتدي في ردحها الازياء التي تمثل القوميات الكرديةوالفارسية. بل ذهبت الى أبعد من ذلك وهو التشكيك في عروبة المبادرة ونفخ النار في الخلافات بين دول الخليج وامانة جامعة الدول العربية بناء على تبعات مؤتمر سرت البائسة قبل اسبوعين ، ففي الصيغة الأولى للبيان الرافض للمبادرة من قبل كتلة المالكي،كانت هناك عبارة وقحة لتكذيب السعودية تقول 'اتصلنا بالسيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية فنفى علمه بمثل هذه الدعوة او مثل هذا المؤتمر!' وقد كذب عمرو موسى ذلك و ثمّن الجهود السعودية التي وصفها بدعوة خير تستهدف توحيد الصف .
كما كان من اسوأ ماقيل حيال هذه المبادرة إمكانية قبولها من معظم الاطراف اذا حظيت بالدعم الأميركي، رغم ان المبادرة مدعومة من كافة دول الخليج العربي التي تتحمل بشكل مباشر تبعات الوضع في العراق في الجانب الامني وفي تبعات مايسمى بمؤتمر دول الجوار السياسية والمالية .كما اشارت اطراف اخرى الى انها تمت بتنسيق بين العاهل السعودي والرئيس السوري، بشار الأسد ،كما جاء في حديث الامير سعود الفيصل الذي نشرته جريدة الالكترونية :
http://alaan.cc/pagedetails.asp?nid=61725&cid=46
في 13 ابريل 1974م اشتعلت شرارة الحرب اللبنانية الاولى بمقتل 24 راكبا في 'باص عين الرمانة' في بيروت الشرقية، وانتشرت بعدها آلاف الاشلاء في الشوارع ، وأستمر غليان القدر اللبناني على نار هادئة حتى نضج بعد 15 عاما في مؤتمر عقدته الأطراف اللبنانية المتناحرة عام 1989 م ،وأثمرعن اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية .
فهل استعجلت السعودية بدعوة الفرقاء العراقيين لمؤتمر الرياض بعد عيد الاضحى لأن الطبخة العراقية لازالت تحتاج الى سبع سنوات عجاف اخرى حتى تنضج مثل اللبنانية ؟
تعليقات