الحكومة برأى عبداللطيف العتيقي تركت المتعثرين والمتعسرين في منتصف الطريق يجابهون شراسة البنوك والشركات الاستثمارية
زاوية الكتابكتب أكتوبر 30, 2010, 1:02 ص 633 مشاهدات 0
التفرقة في تسديد المديونيات
كتب عبداللطيف سيف العتيقي :
تؤكد التقارير الاقتصادية الأجنبية ازدياد معدلات أصحاب الملايين والمليارات بنسبة كبيرة جداً في دول الخليج العربي، ويزداد معه إنفاقهم اللامحدود على هوامش الحياة بما فيه من البذخ والإسراف، عدا مغامراتهم الطائشة والصرف الباذخ في ربوع أوروبا وأميركا، وكأنهم يعيشون في واد آخر غير مدركين المستقبل، الذي ربما لن يكون في مصلحتهم على المدى البعيد.
ولو أردت أن تقارن أثرياءنا الخليجيين مع نظرائهم الأثرياء الأوروبيين والأميركيين واليابانيين لوجدت اختلافاً كبيراً، إذ إن الملياردير، وهو أغنى رجل في العالم، غيتس قد أوقف نصف ثروته للمحتاجين في بلده، وتبعه طابور طويل من الأثرياء ينفقون أموالهم على اللجان الخيرية أو صناديق الكنائس.
ونحمد الله على نعمة الإسلام فهناك لجان الزكاة والصدقات لتسديد الديون لمصلحة المتعسرين. أما في الجانب الآخر من الوطن الخليجي، فهناك طبقة من ذوي الدخل المتوسط يعيشون تحت ضغط الاحتياجات وجاذبية عروض الاقتراض، التي تقدمها البنوك المحلية في بلدانهم، ثم في منتصف الطريق تورطوا في الديون، إذ لم تعد رواتبهم تغطي العجز المالي لتسديد الديون، وتحولت قضاياهم برمتها إلى المحاكم للفصل بين المتنازعين.
المعادلة غير العادلة والصعبة في آن واحد أمام الحكومات الخليجية، ولنأخذ مثالاً في دولتنا الكويت، إذ وقفت الحكومة السابقة لمصلحة مجموعة قليلة من المتورطين في المناخ، وسددت عجزهم وخسائرهم بـ 9 مليارات دينار كويتي أو يزيد، من حساب الأموال العامة للدولة، أو بتعبير أصح «أموال الشعب»، بينما تركت حكومتنا المتعثرين والمتعسرين في منتصف الطريق يجابهون شراسة البنوك والشركات الاستثمارية، التي تلاحقهم في كل مكان، ولولا تدخل بعض أعضاء مجلس الأمة، أمثال النائب أبورمية ومحمد هايف ووليد الطبطبائي لضاعت حقوق المتعسرين بين ادراج الرياح.
وفي مجلة «الإسلام اليوم» العدد 64 قام الباحثون بإجراء المقابلات مع بعض المتورطين والمتعسرين، وقد أجمعوا على أن عدم تدخل الحكومة، وإغراءات البنوك هما السبب الرئيسي لأزمة التعثر. وهناك عوامل أخرى تحت ضغط الاحتياجات وجاذبية البنوك المحلية، وتعد من الأسباب الرئيسية للاقتراض:
1 - قروض الزواج وامتلاك المسكن والأثاث والسيارة الفارهة.
2 - الدخول في مغامرات استثمارية من دون خبرة.
3 - حاجات اضطرارية للعلاج في الخارج.
4 - تكاليف تعليم الأبناء في الخارج في جامعات راقية.
5 - صيانة وترميم المبنى السكني الخاص.
6 - تكاليف باهظة كقضاء الصيف فترة طويلة في أوروبا وأميركا للعائلات الكبيرة.
وإذا كان هناك دواع أخرى لمعالجة مشكلة القروض وأزمة المتعسرين وضغوط تسديد المديونيات لذوي الدخل المتوسط، فإنه من حق البنوك أن تؤمن نفسها، وتشترط ما يمكن أن يساعدها على استرداد حقوقها وأموالها، لأن أموال البنوك أمانة في أعناقهم.
عبداللطيف سيف العتيقي
تعليقات