أنهم يريدون الاقتتال الداخلي بين سُنّة وشيعة، وحضر وقبائل.. خضير العنزي في قراءة للنطق السامي يؤكد أن هناك مخطط. وهدفه استهداف أمن البلاد

زاوية الكتاب

كتب 788 مشاهدات 0


 



ما وراء الخطاب 

كتب خضير العنزي : 

 
لن نكلّ ولن نملّ من طرق الحديد وهو حامٍ.
لن نتردد في التحذير مما كان، ومما سيكون إن استمر النهج نفسه. فما الفائدة من التنمية؟ وما الفائدة من استثمار الأموال الطائلة في وطن ممزق وشعب مختلف؟ وها هو صاحب السمو الأمير، حفظه الله، يكشف عن مخططات خبيثة تستهدف الأمن والاستقرار وتماسك المجتمع.
فلأول مرة في خطابات رئيس الدولة يتحدث عن خطط وأهداف للغير لتمزيق المجتمع وتهديد أمنه واستقراره. كانت الخطابات السامية في السابق تدعو وتتمنى وتحذر في خطاب من أب لأبنائه. اما اليوم فنحن أمام خطاب مختلف وأسلوب لم نعهده، وفي ذلك رسالة لكل المعنيين بالأمر، مسؤولين في السلطتين ومواطنين وجب على الحكام حمايتهم. فالخطاب السامي يوم الثلاثاء الماضي في افتتاح مجلس الأمة جاء بخطاب مسؤول يعي ما يقول وبتحذير نادراً ما نسمعه.
وأعتقد أن الخطاب السامي لم يوجَّه للسلطتين فقط، مما يستوجبه من تعاون لوضع إجراءات وتشريعات للحد من حالة الفلتان الحاصل في البلاد، بل أظنه خطابا من أمير لشعبه يطمئنهم بألا يخافوا ولا يجزعوا، لأن الحكم واع لما يحاك لهذا الوطن، وان من عهد الله سبحانه لهم بالأمانة، سيتحركون لحمايتنا كشعب من براكين الانقسام التي يراد لهذا المجتمع أن يكتوي بنارها.
إذن هناك مخطط. وهدفه استهداف أمن البلاد والعباد. فالمسألة هي داخل قضايا أمن الدولة التي يجب أن تكشف تفاصيلها الحكومة، وأن يساندها مجلس الأمة. فالقضية لم تعد خلافاً في الرؤى أو اختلافاً في القضايا ومعالجة المشاكل.
ما يراد لهذا الشعب أخطر من ذلك، أنهم يريدون الاقتتال الداخلي بين سُنّة وشيعة، وحضر وقبائل. المطلوب الآن ترجمة خطاب سمو الأمير إلى أفعال لا أقوال، المطلوب الشفافية والوضوح والمكاشفة لهذا الشعب: من وراء كل هذا وما هي أهدافه؟ وما الذي يسعى إليه؟ وهل هناك أطراف إقليمية تدعمه أم هي نزوات السلطة لديه أو نزعات الانتقام تحركه؟ وأعتقد أن في القوانين الموجودة ما يردع مثل هؤلاء، وإن وُجد نقص لحماية الناس وكراماتهم والمجتمع ومكوناته، فيجب على السلطتين التعاون لسد هذا النقص التشريعي.

خضير العنزي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك