جعفر رجب يلتمس العذر من الشيخ أحمد الفهد لأنه راى التنمية واقعا فى المجلس بحركة من رمش عينه أو حاجبه لتحريك النواب
زاوية الكتابكتب أكتوبر 28, 2010, 1:04 ص 3880 مشاهدات 0
جعفر رجب / تحت الحزام / اعذرني يا شيخ
مع الأسف الأيام الحلوة تمر سريعة، وها هي عطلة نواب مجلس أمتنا مرت سريعة، اسرع من تقلب نائب في مواقفه، وبدأ موسم اللعب على الحبال، وضم اكبر عدد من المناقصات، وجمع الكثير من الاموال، اكثر مما يجمع المدرب ميلان ماتشاله في دول الخليج!
الايام السوداء اتية، والصبح بان، والشمس اشرقت شمالا، واللجان سلمت لاعضائها بشمالهم! والايام تعلم الانسان ما لم يتعلمه من ابويه، وفي يوم واحد، يوم انعقاد المجلس تعلمت الكثير من الحياة، وعرفت الكثير!
تعلمت من «رولا دشتي» انه اذا لم تنجز شيئا للناس فبامكانك ان تنجز شيئا لنفسك، وان تبني جمعية للاقتصاديين بثلاثة ملايين، خير من ان تبني مستوصفا، او تشعل شمعة في زمن المحولات المحترقة، وانه لافرق بين ان يتهيأ النائب لدور انعقاد مجلس او الذهاب لحفلة عرس، لذلك بدأت الدورة البرلمانية بالذهاب الى الصالون... وكله من اجل «تجميل» اداء المجلس، مع تمنياتنا ان يرزقها الله بابن الحلال!
وتعلمت من طريقة انشاء اللجان البرلمانية وطرق الترشيح، لها، والرئيس يقول، «نبي بعد اسم» و«شيلو اسم علشان تزكية ما لنا خلق انتخابات»، و«يا فلان تنازل لغيرك عشان نخلص»...ان الوضع في اللجان اي شيء، هي لجنة وخلاص، لا تخصص ولا رؤية ولا خطط... بل هي لجان لقضاء وقت الفراغ، وبامكانهم دمج اللجان مع نشاط مدارس الاندية المسائية، توفيرا للمال والجهد!
وتعلمت انه كل شيء ممكن في البلد، فبالامكان ان تصبح سلوى في لجنة الدفاع عن المال العام، والحويلة عضوا في لجنة الثقافة، ودليهي في لجنة الخارجية، وهايف في لجنة حقوق الانسان!
وتعلمت ان الحكومة بامكانها الموافقة على انشاء لجان موقتة لمعالجة مشاكل الجن والعفاريت، او لجنة موقتة لتشجيع اكل المفطح والمندي، او لجنة موقتة لمتابعة اغاني هيفاء وهبي... ولكن لن يوافقوا على تشكيل لجنة للشباب والرياضة، لانه الاهم الا يزعل ولدهم!
وتعلمت الا اكون متسرعا في ما اكتب، وقد كتبت منتقدا تنمية الشيخ احمد الفهد، فاكتشفت ان التنمية واقع ملموس في المجلس، لدرجة انه باشارة من حاجبه الايمن، ورمشة من العين اليسرى كان النواب ينسحبون من التصويت على لجنة الرياضة «انسحابا تكتيكيا»، وكانوا يرفعون الايدي ويخفضونها، يوافقون ويمتنعون، ويؤيدون... وكله تنمية، و«الله يخلي التنمية والله يطول عمره»! و«صج طلع الريال قوي»، فأعتذر يا شيخ لاني وقفت في المكان الخطأ، في الوقت الخطأ، وقلت الكلام الخطأ... اقول قولي هذا مع تمنياتي ان «تحوشني شوية تنمية»!
*
ايضا من التربية طرفة اخرى، منى اللوغاني حفظها الله، الوكيلة المساعدة للتعليم العام، تحت يدها مئات بل آلاف الموظفين... مع ذلك لا يحلو لها الا تفريغ المدرسين لخدمتها، لا اقصد خدمتها في صب القهوة، او حمل بشتها، او غسل سيارتها... بل خدمة مكتبها! واتساءل فقط، وفقط اتساءل، ماذا يملك بعض المدرسين الذين تركوا مدارسهم، وتلاميذهم، ليخدموها، ولا يملكه الالاف من موظفي الوزارة!
جعفر رجب
تعليقات