إقدام رجال الأعمال على الاستثمارات المحلية يصطدم دوما بالتشريعات'الحجرية' لبلدية الكويت..فحوى مقال أمين بهبهاني
زاوية الكتابكتب نوفمبر 9, 2007, 10:49 ص 403 مشاهدات 0
ألغاز عالم البلدية
أمين أحمد بهبهاني
تسعى 'الدول المؤسسية' عادة الى انشاء هيئات حكومية عالية الجودة من ناحية الاختصاص في الشأن الذي تتناوله، وذلك بهدف خلق 'بنية تحتية' تنظيمية ومعرفية عالية الجودة، تتيح لرجال العمل والفكر توظيف طاقاتهم الخلاقة بنوع من الارتياح لجعل الحياة اكثر سهولة ومتعة، علما بأن هذا الامر يحمل معطيات اخرى جمة غير منظورة، كحفظ المجتمع من هجرة العقول المحلية الواعدة، في عالم من العولمة القاسية التي تحوي رجالا عالميين متربصين يهوون اقتناص العقول الواعدة، واستقطاب المواهب لدعم القدرة وتحقيق التفوق.
واذا اردنا استخدام معايير كفاءة 'البنية التحتية' ومدى احترام وتقدير العقول الواعدة وفرصتها في بناء البنية التحتية في الكويت، ومستوى همة هذه العقول في بلوغ غاياتها وطموحاتها، فإننا نجد خليطا من الاوضاع. فبعضها واعد، ويشير الى توافر عقلية كويتية مثابرة وذات اداء فريد، وقد اثمرت هذه العقليات الكويتية بشكل ملفت اذ حققت طفرة نوعية في 'البنية التحتية' للمجتمع الكويتي ومؤسساته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وهو الامر الذي ترك بصمات واضحة على الحياة الكويتية، وما يحيط بها من نعيم مشهود، ولكن، وكما تقول الكاتبة المصرية هدى شعراوي (1879 - 1947): لكل فردوس شيطان. ولذا فإن 'الفردوس الكويتي' يحتاج من حين لآخر الى 'تقييم الاداء' في مختلف المؤسسات والتنظيمات والكوادر القيادية التي ترتب الشأن الكويتي على مختلف الاصعدة، وبمنظور مستقبلي بعيد المدى. وهذا التقييم وهذا التطوير يلزم ان يبدآ من تلك المؤسسات اللصيقة بحياة الناس، والتي ما زال غبار اربعينات وخمسينات القرن الماضي يغشاها بنوع من الغرابة، وفي مقدمة هذه المؤسسات الغريبة تأتي بلدية الكويت بتشريعاتها 'الحجرية' الغريبة والجمود 'الجليدي' الذي يجعل كل انسان ذي طموح تجاري وعملي يصاب بالاحباط واليأس، ويفكر في تأسيس اعماله في دولة اخرى والاكتفاء بفرع 'كويتي' اشبه بمحلات البقالة التقليدية في الكويت، ولنا ان نتصور وضع 'الفردوس الكويتي المستقبلي' اذا استمرت الحال على هذا المنوال.
ومن الجدير بالذكر ان إقدام رجال الاعمال على نوع من الانتفاضة في مجال الاستثمارات المحلية، وتفعيل دورهم في عملية خلق فرص العمل للمواطنين المرهقين تحت وطأة الديون المتوالية، لا يتم بالصورة المطلوبة ما لم تكن هناك بيئة عمل وتنظيمات مؤسسية وتشريعية يغلفها الوضوح والاستقرار والعدالة، وهذا امر يشوبه الكثير من النقص في العديد من مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها 'بلدية الكويت' التي قد يكون من المناسب الشروع في تغيير مسماها الحالي حتى يكون المسمى ذا انطباعات اكثر بهجة وسرورا، يقول الامام جعفر الصادق عليه السلام: 'من لم يتفقد النقصان في نفسه دام نقصه، ومن دام نقصه فالموت خير له'.
تعليقات