الانتخابات الطلابية تحولت الى خلافات أفخاذ وصراعات قبلية لا نقابية!.. د.عصام الفليج محذرا من وصول الفزعة القبلية للجامعة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 26, 2010, 12:37 ص 678 مشاهدات 0
الفزعة القبلية وصلت الجامعة
كتب د.عصام عبداللطيف الفليج
لا يختلف اثنان على ان النزعات انما هي موروث طبيعي وتفاعل فطري وفقا لما ينشأ عليه الفرد، وعندما تتأصل هذه النزعة في الفرد قد ترتقي الى الغلو والتطرف، وهذا ما يسبب الكثير من المشاكل الاجتماعية والسياسية والفكرية.
قبل عدة أعوام كنا في رحلة مع مجموعة صحافيين، وكان معي في السيارة أحد الزملاء الكتاب الذي يفخر بأنه يحمل راية القومية والليبرالية ويتغنى بها، وطول الطريق كان يتكلم كيف أنه كان يؤيد الثوريين في الستينيات ويتفاعل معهم.وعندما خرجنا عصرا لفعاليات أخرى تخلف أحد الزملاء من صحيفة أخرى ومن نفس قبيلة صاحبنا، فرفض صاحبي الليبرالي ان تمشي السيارة الا اذا جاء الصحافي المتخلف، قائلا: والله اني ما أعرفه، لكنها «الحمية».ونزل راكضا الى الفندق تاركا باب السيارة مفتوحا لمناداته، ولم يهدأ حتى وصل!
مثل هذه «الحمية» آخذة بالانتشار، ولكنها للأسف تصل أحيانا لمبلغ مؤسف تحت سياسة «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» والتي صححها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن تكون نصرة الظالم بمنعه عن الظلم.
قبل بداية الانتخابات الطلابية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، قرأت في احدى الصحف ان القبيلة الفلانية تزكي طالباً لقائمة انتخابية، وقبيلة أخرى تزكي طالباً آخر لقائمة أخرى، على الرغم من ان كلا القائمتين فيهما مرشحون من كلتا القبيلتين، فتحولت الى خلافات أفخاذ وصراعات قبلية لا نقابية!
وفي انتخابات جمعية طلابية في الجامعة اشترط أحد الطلبة منصبا معينا فلم يوافق أعضاء القائمة «أ»، فما كان منه الا ان انتقل للقائمة «ب» فوافقوا له، وسحب معه أصوات الطلبة من قبيلته الذين كانوا يؤيدون القائمة «أ»..وفازوا في الانتخابات! وفي العام التالي ترشح طالب آخر من نفس القبيلة من فخذ أكبر في القائمة «أ»، فانتقلت معه أصوات الطلبة من قبيلته..وفازوا في الانتخابات!
ان ترسيخ هذا المفهوم البعيد عن المبادئ والقيم والدين، سيترك آثارا سلبية في المستقبل، وسيبني أولئك الشباب حياتهم على المصالح وعلى الحمية والفزعة، دون النظر الى الحق والمنطق، فاذا كان أكبر صرح علمي تحدث فيه مثل هذه الاختلافات، فماذا نتوقع من الآخرين؟
لا يختلف اثنان على ان القبيلة والعائلة والدين والمذهب واللغة والطائفة هي مشتركات يلتف حولها أصحابها لتقوية كلمتهم وتأكيد وضعهم، وهي ملاذ الأقليات والضعفاء، ولكن ان تكون هذه على حساب المصلحة العامة ووحدة المجتمع، فلابد من وقفة، ولابد للكبار من توعية للشباب بالدرجة الأولى.
نعم..اننا لا نريدها حمية جاهلية، بل نريدها فزعة وطنية من أجل الكويت..والكويت فقط، لأن الكويت تجمعنا، والكل زائل وتبقى الكويت.
???
جاء رجل الى علي بن أبي طالب (ع) فسأله: ما هو الواجب وما هو الأوجب؟ وما هو القريب وما هو الأقرب؟ وما هو العجيب وما هو الأعجب؟ وما هو الصعب وما هو الأصعب؟ فقال: الواجب طاعة الله، والأوجب ترك الذنوب، والقريب يوم القيامة، والأقرب الموت، والعجيب هي الدنيا، والأعجب منها حب الدنيا، أما الصعب فهو القبر، والأصعب منه الذهاب بلا زاد.
د.عصام عبداللطيف الفليج
تعليقات