سعود العصفور وحوار مع شمشون العدان سليط اللسان والطائفي

زاوية الكتاب

كتب 1535 مشاهدات 0



سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / «شمشون العدان»
 
 
 سعود عبدالعزيز العصفور 
 
 
 
نوعان من المسؤولين لا أطيقهما ولا أتقبلهما ولا أستسيغ تواجدهما على وجه البسيطة. سليط اللسان والطائفي. وإذا اجتمعت صفتا سلاطة اللسان والطائفية في مسؤول، فاعلم أنه من نوع فاخر ملكي لا تجده إلا في إدارات الدمار الشامل، التي «تعشش» فيها خفافيش الفشل الإداري، و«تنعق» فيها غربان الفساد.
اتصل بي أحدهم، وهو يضع غترته لثاماً على وجهه من خلف سماعة الهاتف، عسى ما شر يا أيها المتصل، لماذا كل هذه السرية وأنت خلف هاتف لا أراه ولا أراك؟ ارتعدت فرائصه وسمعت ارتطام ركبتيه من شدة الارتجاف وهو يقول: في جو بوليسي استخباراتي، يخجل منه نظام البعث البائد، لا يمكن الوثوق بأحد، ولا الاتكال إلا على الله عز وجل، ونحن مجموعة من الموظفين لدينا شكوى ضد مسؤولنا في مشفانا المريض، وقد حملت عبء نقل الشكوى، ولك الخيار في الاستماع أو التجاهل، ولكن تذكر أننا بلا أسماء ولا صفات ولا هم يفرحون أو يحزنون، فمن يصعد على خشبة المسرح شاكياً، لن ينزل منها إلا إلى مقصلة «التطفيش» ومن ثم إلى ثلاجة «التفنيش» الخاصة بالمتمردين من الموظفين الصامتين. عاجلته بكلمتين تخففان من تسارع كلماته وتقاطعها: هات ما عندك، فكلي آذانٌ صاغية.
قال: خذ نفساً عميقاً وسجل عندك، فالقائمة طويلة والكوارث تتوالى على رؤوسنا ورؤوس مراجعي المستشفى، من ذلك الجبار المتجبر. هو يرى في المستشفى الحكومي المتهالك، عزبة خاصة ورثها عن عاشر جد. هو فيها الآمر الناهي، الحاكم باسم الطغيان، المنتصر بالتعسف والسلطان، والمعتمد على تهاون المسؤولين والخذلان. حياتنا الوظيفية معه أشبه بـ«سجن أبوغريب»، لا صوت يعلو فوق صوت الاحتلال. يتعامل معنا، ومع المراجعين، كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم، صحيحهم ومريضهم، سليمهم ومعاقهم، بفلسفة السادة والعبيد. متسلط، شخصاني، مستفز، مزاجي، متحزب، مهمل لمتطلبات الموظفين، منفّع للأقربين، متعسف، متعجرف، وطائفي حتى آخر نقطة سائلة في نخاعه الشوكي.
التقط بعضاً من أنفاسه اللاهثة وأكمل: حرم الموظفين من الأيام العرضية، وتدخل بشكل سافر في أعمال رؤساء الأقسام وهمش أدوارهم، وضرب بقرارات ديوان الخدمة، التي تعفي من مضى على خدمتهم أكثر من عشرين عاماً، عرض الحائط. فضل الوافدين على المواطنين في العمل الإضافي في العيادات المسائية، واقتطع لنفسه نصيباً من المال العام بالجمع بين العيادة المسائية والإشراف على الفترة المسائية، وأصبح العامل المشترك في أغلب اللجان العاملة والخاملة في المستشفى.
قلت له: هدئ من روعك، واترك لي فرصة التأكد مما تدعيه. موظف، موظفان، ثلاثة موظفين، أربعة، عشرة، يا إلهي، ما الذي يجري في ذلك الصرح الطبي الأثري؟ جميع من اتصلت بهم مصرون على جملة واحدة وكأنهم متفقون عليها: سليط اللسان وطائفي ولا يحترم أحداً. يا معالي وزير الصحة، ويا وكيلها، ويا مدير المنطقة الصحية، جميعكم مساءلون أمام الله قبل عباده، إن كنتم ترضون بوضع برميل كيروسين «الطائفية» وديزل «سلاطة اللسان» في وسط نيران رجال ونساء محافظة الأحمدي، فأنتم المسؤولون وأنتم الجناة، إن قبلتم، لا غيركم. شكوى الموظفين على «شمشون العدان» آتية إلى مكاتبكم، تعاملوا معها بمهنية وإنصاف وأمانة ووطنية، ولا تغرقوا البلد في كارثة جديدة، أنتم ونحن والبلد في غنى عنها.


سعود عبدالعزيز العصفور

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك