حفلة شاي من بوسطن إلى 'جبلة' الكويتية

زاوية الكتاب

عيال بطنها رؤوس وغيرهم 'عصاعص' بمقال لعلي الذايدي

كتب 8663 مشاهدات 0

حفلة شاي بوسطن- صورة أرشيفية

بلا عنوان 
حفلة شاي جبلة 
 
كتب علي الذايدي
 
من أهم الأحداث التي أدت لاستقلال الولايات المتحدة عن اميركا هي حادثة عرفت باسم”حفلة شاي بوسطن”ففي العام 1773 قامت مجموعة من الوطنيين الأميركيين الأحرار وعددهم 50 رجلا بمهمة انتحارية، فتنكروا بأزياء الهنود الحمر، وصعدوا إلى السفن التجارية الإنكليزية الراسية في ميناء بوسطن، وألقوا بنحو 342 حاوية من الشاي في البحر ما أغضب الحاكم العسكري البريطاني على بوسطن، وكانت هذه الحادثة بداية ثورة سكان المستعمرات الأميركية على المستعمر البريطاني حتى جاء النصر واستقلت الولايات المتحدة عام 1776.

أحد هؤلاء الثوار اسمه صامويل آدامز وكان من قواد هذه الثورة هذا الرجل الوطني الحر لا يزال بعض أبناء سلالته المتحدرة منه يعيشون على المعونات الاجتماعية التي تقدمها الحكومة للمشردين والمحتاجين، كما أن الكثيرين من أبناء الذين شاركوا في الحرب على بريطانيا مواطنون عاديون وقد يكون بعضهم homless لا يجد حتى بيتا يؤويه.

الشاهد من هذه المقدمة أن أبناء المؤسسين لأقوى وأعظم بلدان العالم وهي اميركا لم يملؤوا الدنيا زعيقا وصراخا بحجة أنهم “عيال بطنها” وأن على الحكومة أن تعاملهم بشكل مختلف عن بقية المواطنين، ففي الولايات المتحدة لا يوجد فروقات بين المواطنين، فمن لا يعمل لن يأكل، وتراث الأجداد لا يتعدى كتب التاريخ الأميركي ولا ينعكس على المجتمع نفسه فيقسمه لطبقات مخملية وأخرى عادية.

بينما في الكويت يرى بعض أبناء من كان أجدادهم قريبين من السلطة والحكم في بداية تشكيل الدولة أنهم أحق بميزانية الدولة من غيرهم، وأن على الحكومة أن تعاملهم بشكل مختلف فهم يرون أنهم رؤوس وغيرهم «عصاعص» لا لأنهم عناصر وطنية فاعلة أو لأنهم فازوا بجوائز نوبل المختلفة أو لأنهم قدموا الدماء في سبيل الثورات على جيش كان

يحتل البلاد، ولكن فقط لأن جدهم الأول كان يزود قصر الشيخ بالكهرباء أو لأن جده أهدى للشيخ سيارة.

الكارثة أن الحكومة تنصاع لطلباتهم، وتعاملهم بشكل مختلف عن بقية المواطنين وتعطيهم الحقوق الحصرية في استيراد السلع التجارية وتسند الصفقات المليارية لهم وحدهم ما جعل أبناء المواطنين الآخرين يصابون باليأس لأن الحكومة لن توفر له تلك الفرص فقط لسبب بسيط وهو أن جده مواطن عادي لا تعرفه السلطة.

هذا التوجه جعل البعض يؤلف القصص الخيالية عن أجداده لكي يجد لنفسه مكانا تحت الشمس,فهذا يدعي أن جده أول من استورد الباجيلا للكويت,وآخر يدعي أن جده أول من أدخل لعبة “المقصي” للبلاد,وآخر ينسج البطولات الوهمية لأجداده وأنهم قاموا بالدفاع عن الشيوخ في المعارك المختلفة وأن جده حاصل على دكتوراه في تكبيل أعداء الشيوخ ورميهم في مجلسه وكأن الناس لا تقرأ التاريخ وتحفظه.

يجب على الحكومة أن تتعامل مع البلد برؤية شاملة وتعي أن الكويت دولة عضو في الأمم المتحدة وليست فريجا من فرجان جبلة، وعندها فقط وعندما تتساوى الفرص للجميع ستحل التنمية الحقيقة في البلد,وليست التنمية التي تراعي فقط مجموعة من التجار والمتنفذين ما سينعكس على وضع البلاد التنموي وستنخفض معدلات الفساد التي وصلت لأرقام قياسية لم تعهدها البلاد في تاريخها.

 

خاطرة

 

ألحين يدّك ثعيلب المينون بصق بويه الوالي؟؟ !!

يخسي يدّك يبصق بويه الوالي.

عالم اليوم - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك