أيام مجلس التعاون في أوروبا والترويج لفراغ القوة
عربي و دوليأكتوبر 24, 2010, 2:52 ص 1590 مشاهدات 0
يبقى غبار العمل مهما تكن رائحته أفضل من ضباب بخور البطالة في أروقة الامانة العامة لمجلس التعاون. تذكرت مقولة لكبير الملاحدة كارل ماركس 'Karl Heinrich Marx ' بنفس المعنى حين قرأت عن فعاليات 'أيام مجلس التعاون في أوروبا' التي بدأت في لندن في 19اكتوبر 2010م. وفي توصيات لمسئولي الإعلام الخارجي في مارس2007م تمت في الامانة العامة الموافقة على استمرارية أيام المجلس في اوروبا ،مع التأكيد على اهمية ترشيح الكفاءات القادرة على التواصل مع الجمهور في العواصم الاوروبية.وتقام الفعاليات في تشاتام هاوس 'Chatham House 'في العاصمة البريطانية،ضمن سلسلة فعاليات أيام المجلس التي تمت من قبل في كل من باريس وبروكسل وبرلين وهولندا ومدريد وروما. ولعلي زيادة في التوثيق اذكر القارئ انه قد عقد في الكويت في17أكتوبر 2010م 'الحوار الاستراتيجي بين تركيا ودول الخليج' واستبشرنا به خيرا لأن الحوار الاستراتيجي مع تركيا هو نقلة نوعية في العلاقات و العمل الدبلوماسي الخليجي خارج الاطر التقليدية مع الغرب.و الجمهورية التركية كما ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية كانت حاضرة في الملفات التي تهم الخليج ، ولها سياسة تتسم بالتوازن والاعتدال.
تقول أدبيات مجلس التعاون المنشورة على موقع الامانة العامة إن المجلس تجري تحت مظلته فعاليات شهرية عدة مع جهات غير خليجية، ما بين لجان واجتماعات تصل احيانا الى مستويات وزراء الخارجية.وماسبق هو فعاليتان ضمن فعاليات عدة لمجلس التعاون التي تلفت نظر المراقب وتستحق التقييم والمتابعة مع بداية كل خريف.لكن الاسئلة التي تفرض نفسها هي مدى قدرة دول المجلس على النهوض بهذه التبعات والالتزامات الاقليمية والدولية، وماهو الجانب المظلم من القمر في هذا النشاط الخليجي الذي يبدوا مضيئا؟
وليس ببعد عن دول مجلس التعاون تجري بين بغداد وطهران وانقرة ودمشق وحتى بعض العواصم العربية والغربية جولات عراقية مكوكية يقوم بها رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايتة نوري المالكي،ويقوم بنفس الجولات الدكتور أياد علاوي، والحكيم ومقتدى الصدر ،أما هدف هذه الجولات فهو البحث عن القوة التي تدعم موقف كل واحد منهم في الساحة السياسية العراقية، أما السبب فهو فراغ القوة الهائل في العراق حاليا،و معرفة هؤلاء السياسيين باستماتة هذه العواصم التي تتزاحم على حجز مكان لها على الخريطة العراقية.
وعند اكتمال كل دورة تاريخية يضع العالم لمنطقتنا أسم هو في حقيقته وصف للمأساة التي نمر بها في تلك الفترة التاريخية،ومنذ بداية الستينات والسبعينات من القرن الماضى،و فى أعقاب قرار بريطانيا الإنسحاب من شرق السويس أو الخليج العربي تحديدا، أخذت مراكز الابحاث و دوائر صنع القرار الغربية على الترويج لاسمنا أو وصفنا الجديد وهو منطقة فراغ القوة 'power vacuum' .وكما هو حاصل في العراق حاليا اخذت القوى الإقليمية تتزاحم على حجز مكان لها في الخريطة الجيو-استرايتجية التي نشأت جراء خروج بريطانيا من معادلة الامن في الخليج .لكن أكثر الدراسات تشاؤما تقول ان فراغ القوة في العراق لن يطول حتى العقد القادم على أبعد تقدير ، لكن فراغ القوة في الخليج إذا حصل فسيبقى ما بقيت قطرة نفط واحدة،واشد مايحزن انه لايبدوا في الافق مايشير الى قدرتنا على ملئه بقدراتنا الذاتية.
لقد كرست اجيال خليجية سابقة مقولة وجود فراغ القوة'power vacuum' بفعل سؤ التدبر أو قلة الحيلة، فترتب على ذلك ثلاث حروب مدمرة،أعقبها تواجد عسكري أجنبي في كافة دول الخليج العربي دون استثناء، سواء على شكل قواعد او على شكل تسهيلات وبعثات عسكرية .
ولاشك ان الانكفاء للداخل والحياد السلبي ليس ماتريده دول مجلس التعاون، بل إن من الضروري ان تكون جزء من الحراك العالمي،لكن وقود رفضنا علىمايجري حاليا هو الخوف من حالات الارتداد و الحذر من ان لاتعطي 'أيام مجلس التعاون في أوروبا' ومثلها من الانشطة الا الانطباع باننا لانختلف كثيرا عن الساسة العراقيين في بحثهم عمن يسد فراغ القوة بأسلوب ينم عن قصر نظر استراتيجي، حيث إن منطقة الخليج العربي تعاني اكثر ماتعاني من فراغ القوة من التكتلات الاقتصادية وليس الامنية، وأن مايقلقنا هو سؤ التقدير الاستراتيجي وإعطاء ايحاءات تكرس وجود مايسمى بفراغ القوة من خلال الهرولة غير المدروسة بمسميات عدة تحت شعارات التواصل و توثيق الروابط . بينما هي في حقيقة الامر عبء قد لانستطيع النهوض بالتبعات المترتبة عليه، فتفشل عملية الاتصال فيشير الفشل كألف شاهد على ان هناك فراغ قوة ينتظر من يقفز فيه .
لقد كان اختيار الامانة العامة لقاعة تشاتام هاوس في العاصمة البريطانية لفعاليات 'أيام مجلس التعاون في أوروبا' ضربة معلم، حيث لاتذكر سرية الفعاليات والاجتماعات عالميا الا ويذكر شرط تشاتام هاوس ' Chatham House Rule ' فكيف سنعرف نتائج أيام الخليج في اوروبا؟
تعليقات