ماضي الخميس لايعرف محطة تلفزيونية كويتية تزايد على الولاء لأسرة الحكم مثلما يحدث في قناة (سكوب)
زاوية الكتابكتب أكتوبر 18, 2010, 3:08 ص 1790 مشاهدات 0
عندما تقود فجر السعيد... تنظيماً لقلب نظام الحكم!
غريب أمر الكويت، فجر السعيد متهمة بقلب نظام الحكم، لا أعرف محطة تلفزيونية كويتية تزايد على الولاء لأسرة الحكم مثلما يحدث في قناة (سكوب) التي تملكها فجر السعيد والتي تلقت سهام هذا الاتهام من خلالها، وهذا الاتهام يكفي بأن يوجه إليك فقط ليظل عالقاً بك طول الحياة، مشعاً على جبينك لا يختفي، فإذا كانت فجر السعيد بكل ولاءاتها المعلنة والمكشوفة والواضحة والصريحة والمتكررة والمبالغ فيها أحياناً متهمة بقلب نظام الحكم، فنحن جميعاً في دائرة الشك، وإذا كان هذا هو اتهامها فما بال الآخرين من أصحاب الآراء المعلنة والواضحة والصريحة المعادية للحكومة وأعضائها، المتربصة لهم عند كل زاوية سواء من مواطنين أو من أبناء الأسرة الحاكمة!
للوهلة الأولى تعاملت مع التهمة الموجهة لفجر السعيد وكأنها دعابة لا تصدق، لكنني بعد التفكير بعمق وجدت أن هذا النوع من الاتهامات لا دعابة فيه، ويكفي أن توجه لك مثل هذه التهمة دون الحاجة إلى تهم أخرى، وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه التهمة بداية تأريخ لمرحلة جديدة عشوائية لا يمكن معها تحديد التوجهات بشكل سليم، تهدف إلى التضييق السياسي والإعلامي، وأظنها قد بدأت بنوع من التخبط ولا ندري ستستمر على أي شكل!
*
من الجميل أن تتجه الدولة لانشاء هيئة لمكافحة الفساد، خاصة أن الفساد قد استشرى وتربع وخاص بالعمق في مواقع كثيرة وخطيرة، وكنت قبل عامين حينما عقد في الكويت اجتماع دولي تحت عنوان (برلمانيون ضد الفساد) كتبت مقالاً مفصلاً اسميته (وبرلمانيون مع الفساد) وهذا الواقع المرير للأسف أن هناك أعضاء في المجلس التشريعي الذي من المفترض أنهم أول من يحافظ على حقوقنا وأموالنا وقدسية القوانين، نجدهم يقفون في طابور الفساد كل صباح بحثاً لأي فرصة لاقتناصها فيفسدون ويفسدون من حولهم.
إن انشاء هيئة لمكافحة الفساد يجب أن يكون مشروعاً ذا أولوية قصوى ولا يتأخر تنفيذه، ويجب على من يرأس هذه الهيئة أن يكون شخصية مستقلة بعيدة عن صراع التيارات أو مزاج الاعضاء ورغباتهم، وأن يكون من الشخصيات الوطنية المشهود لها بالعفة والكفاءة والاتزان، وأن تمنح هذه الهيئة السلطات كافة التي تمكنها من القيام بعملها بعيداً عن الضغوط والمجاملات، خاصة وأننا في بلد اذ سرق فيه الغني تركوه، واذا سرق فيه الضعيف أقاموا عليه الحد، ولا حول ولا قوة الا بالله.
*
هناك أزمة في الرياضة، وأزمة في الاقتصاد، وأزمة في غرفة التجارة، وأزمة في هيئة الشباب والرياضة، وأزمة في التعليم، وأزمة في الإعلام، وأزمة في صفقة الطائرات، وأزمة في وزارة الداخلية، وأزمة في قوانين العمل، وأزمة في الصحة والخدمات الطبية، وأزمة في الكهرباء والماء، وأزمة في البترول وفي تعيين رئيس شركة النفط، وأزمة في المجلس الأعلى للبترول، وأزمة في مشاريع خطة التنمية، وأزمة في النفوس، ماذا تبقى، بلد أزمات صحيح. ودمتم سالمين.
ماضي الخميس
تعليقات