الشيخ علي الجابر يدعو إلى عمل دراسة وافية لملف كل من يتقدم لطلب الجنسية للتأكد من ولائه وسلوكه ومحبته للكويت وشعبها
زاوية الكتابكتب أكتوبر 16, 2010, 11:59 م 834 مشاهدات 0
المرض النفسي
الأحد 17 أكتوبر 2010 - الأنباء
المريض نفسيا كالمريض جسديا، لكل منهما دواؤه الذي يصفه له الأطباء والمختصون في علم النفس، فلماذا ينظر أفراد المجتمع للمريض النفسي نظرة سلبية، مما يزيد من مرضه ويشعره كأنه عالة على الأسرة والمجتمع.
وما يضيف لذلك الشعور المسلسلات المحلية التي تصور المريض النفسي في صورة مبالغ فيها، وما نراه في مجتمعنا من طريقة معاملة المرضى النفسيين، تلك النظرة السلبية التي تدل على انعدام الثقافة بمجتمعنا على عكس ما نراه في المجتمعات الغربية فهم ينظرون للإنسان الذي لا يذهب للطبيب النفسي على انه غير طبيعي، فالمرض النفسي لديهم مثله مثل اي مرض عضوي آخر، فمن منا في هذه الحياة وما تحمله من ضغوطات وأحزان وهموم لم تتأثر نفسيته منها؟ ومن منا لم يتعرض لصدمات مفاجئة في حياته الشخصية؟ هي وغيرها قد تكون سببا في ظهور هذا المرض، كما ان الربط بين المرض النفسي والجنون خطأ كبير، لأن معظم الأمراض النفسية ليس لها علاقة بالجنون، والمرض النفسي يصيب العديد من الناس في مراحل مختلفة من حياتهم، وذلك نتيجة للضغوط والمتطلبات، ولعل من أشهر هذه الأمراض الاكتئاب والقلق، وكذلك مرض المينا او الاضطراب الوجداني وهو مرض المبدعين ويكثر لدى الشعراء والمشاهير والسياسيين، ومن المعروف ان نسبة المرض النفسي تختلف من مجتمع لآخر، إلا انه في معظم الحالات يمكن علاجه، إننا جميعا في حاجة للمشورة النفسية من وقت لآخر، كما هو احتياج رئيس الولايات المتحدة الأميركية لطبيبه النفسي الذي لا يستغني عنه، ومؤتمر الصحة النفسية الخليجية الذي عقد في الكويت الأسبوع الماضي يبين مدى أهمية هذا المرض.
ولا ننسى دور الأسرة الكبير والمكمل لدور المؤسسات العلاجية، ولوسائل الإعلام المرئية والمسموعة أيضا دور مهم في تفعيل الجانب التوعوي والعمل على نشر الفكرة الصحيحة عن المرض النفسي وانه كغيره من الأمراض التي تحتاج لعلاج، كما ان الحرص على عدم إيذاء مشاعر المرضى سيساهم في تحسين نفسيتهم وشفائهم، سائلين العلي القدير ان يحفظنا جميعا انه سميع مجيب الدعاء.
الحرص
حتى لا ينطبق على الكويت المثل العربي القائل: «وجنت على نفسها...» نوصي ونأمل من اللجان المختصة قبل منح الجنسية لطالبها التدقيق في دراسة ملفه دراسة وافية، ومن وراء هذا الملف، والتأكد من ولائه وسلوكه ومحبته للكويت وشعبها، لاسيما انه قد ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الكثير من مفتعلي الفتن والذين تتعالى أصواتهم بالهجوم وتتنافس أقلامهم ببث السموم هم من شرّفتهم الكويت بحمل جنسيتها بالسنوات الأخيرة، أقول لأعضاء اللجان المذكورة «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة».
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.
تعليقات