دواويننا «برلمان شعبي مصغر» يتابعها العالم، لذا فإن المشهد الامني، أياً كانت تبريراته، لا ينسجم مع الطبيعة الكويتية، برأى عبدالمحسن جمال
زاوية الكتابكتب أكتوبر 16, 2010, 9:37 م 374 مشاهدات 0
موعدنا في الديوانية
كتب عبدالمحسن يوسف جمال :
لم يكن مشهد التواجد الأمني المكثف الذي شهدته بعض الدواوين، التي أقامت ندوات سياسية، مشهدا جميلا، وخصوصا انه حصل في الكويت هذا البلد الجميل.
نحن الكويتيين جُبلنا على حب الحوار وعشق الحرية، والاستشهاد في الدفاع عن وطننا وشعبنا، وتضامنا مع شرعيتنا الدستورية.
كل ذلك شهده العالم في منعطفات صعبة وظروف قاسية شهدتها الكويت على مدار تاريخها، وفي كل امر صعب كان يخرج الشعب قويا مع قيادته السياسية، رافعين رؤوسهم شامخين في مشهد عزة واباء شهد له العالم كله.
فكل حكومات العالم وشعوبه يعلمون جيدا ان الكويت بلد امن وامان وسلام. لذلك، فإن الكويت تحتضن ابناء اكثر من 120 دولة يعملون على ارضها وتتكسب عوائلهم من خيرات هذا البلد المعطاء، حتى وصل عدد غير الكويتيين من عرب واجانب الى ضعف عدد الكويتيين، ومع ذلك فإن سفينة الخير ما زالت متواصلة ودائمة العطاء.
ويفتخر الكويتيون بأنهم يمتازون عن كل العالم بوجود «الديوانية»، التي هي «برلمان شعبي مصغر» يعقد يوميا على كل بقعة من ارض الكويت، ويتناول فيها روادها كل قضية معاشة في العالم، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. لذا، نجد أن الشعب الكويتي يعتبر شعبا مثقفا، لانه يتابع بحرية وسلاسة كل ما يحدث حوله من قضايا وشجون، ومن عادة الدواوين وروادها الخوض في هذه القضايا والحوار حول هذه الشجون.
لذلك، تعوّد اهل الكويت والمقيمون، بل والعالم الذي يقرأ الصحف الكويتية، ويتابع القنوات الفضائية المحلية والعربية والعالمية، تعودوا على الاستماع الى الكويتيين، وهم يحاورون حكومتهم، ويتجادلون فيما بينهم مع ارتفاع سقف الحرية الى اقصاه.
لذلك، فإن المشهد الامني، أياً كانت تبريراته، لا ينسجم مع الطبيعة الكويتية، ولا يتواءم مع الصورة المشرقة للشعب الكويتي وتلاحمه التاريخي المتواصل مع قيادته.
***
على بعض نوابنا الكرام ان يتعاملوا بفهم سياسي راق مع الاحداث المتلاحقة، وان يستخدموا اللغة السياسية الراقية، فالمرء، كما يقال في الامثال العربية، «مخبوء تحت لسانه».
وكما يقول الامام علي عليه السلام: «ليس من أراد الحق فأخطأه، كمن أراد الباطل فأصابه».
د. عبدالمحسن يوسف جمال
تعليقات