فشل اعتصام المدرسين أثبت أن 'الإخوانجية' برأى علي البغلي نمور من ورق

زاوية الكتاب

كتب 598 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم 

مشاعر إنسانية.. مشاعر وحشية!  


كتب علي أحمد البغلي :  


 

العالم من أقصاه لأقصاه منشغل بحكاية حقيقية، هي احتجاز 31 عامل منجم، في أحد مناجم تشيلي.. هؤلاء العمال المحتجزون بفعل انهيار أرضي منذ ما يزيد على الـ 70 يوماً أصبحوا الشغل الشاغل لكل وسائل الإعلام العالمية.. وتعرض محطات مثل CNN والـ BBC العالميتين أخباراً يومية عنهم.. وعن عائلاتهم ومصيرهم وعن كيفية القيام بإنقاذهم وإبقائهم على قيد الحياة طوال هذه المدة.. كنا نرى صورهم قابعين عشرات الأمتار تحت الأرض ينتظرون العناية الإلهية لتنتشلهم من مصيرهم المحتوم.. قوى الأرض الخيرة تداعت كلها لإنقاذ أرواح هؤلاء العمال الفقراء المغمورين.. وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) كانت ضمن الهيئات التي أرسلت خبراء نفسيين ومعدات لمساعدة هؤلاء في تحمل الاحتجاز طوال هذه المدة.. يوم الأربعاء الماضي بدأت عمليات الإنقاذ تؤتي ثمارها، وخرج العمال الواحد تلو الآخر، في يوم اعتبر عيداً وطنياً في تشيلي والعالم المتحضر أجمع.. من بين هؤلاء رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما الذي أرسل رسالة تعاطف ودعاء لكي يحفظ الله هؤلاء العمال ويبقيهم سالمين..

عندما توالت هذه الأخبار على مداركي حول الاهتمام العالمي الإنساني بمصير 31 عاملاً فقيراً مغمورا ينتمون الى بلد يقع في آخر العالم والقلق على مصيرهم ومشاطرة أهلهم وبلدهم ذلك التعاطف الجارف، شعرت بقيمة الإنسان الرفيعة لدى هذه الشعوب المتحضرة وغيرها.. وهو أمر حض عليه الخالق جل وعلا حين قال في كتابه الكريم: «ولقد كرمنا بني آدم»، فالإنسان كرمه الله ليعمر الكون..

الأفكار أخذتني - رغماً عني - للناحية العكسية، حيث لا يوجد أو لا يوضع أي اعتبار للأرواح البشرية عند فئة ابتلينا بها وبواجهة دينية! وأقصد هنا فئة المنتمين للسلفية الجهادية التكفيرية الانتحارية.. فأفراد من هذه الفئة تقتل وبدم بارد الآلاف والمئات في الطائرات والأسواق والمدارس والجوامع والشوارع، من دون أي ذنب أو خطيئة ارتكبها هؤلاء القتلى، ومعظمهم من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.. هؤلاء يقتلون وتتقطع أوصالهم إلى أشلاء، لكي يفوز صاحب الملة السلفية التكفيرية الجهادية بالجنة بعد هلاكه مباشرة، وإرساله للعالم الآخر العشرات من الأبرياء، لمجرد قناعة تم حشو دماغه الفارغ بها!!

فمتى يتخلى البعض منا عن مشاعرهم الوحشية لمصلحة المشاعر الإنسانية؟!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


* * *

• هامش:

نشيد بصمود وزارة التربية ووزيرتها د. موضي الحمود في مواجهة جعجعات قيادات جمعية المعلمين «الاخونجية»، الذين دعوا 55 ألف معلم ومعلمة للاعتصام أمام الوزارة صباح الثلاثاء الماضي، ليلبي دعوتهم فقط حوالي 300 مدرس! لتثبت هذه القيادات ومن يقف وراءها من تنظيم أصولي انهم أصبحوا نموراً من ورق! وان محاولات لي الذراع للوزيرة الحمود بدعوى الاحتجاج على زيادة الأسبوع الدراسي 25 دقيقة! ما هي إلا دخان تغطية على خشية ذلك التنظيم الأصولي، الذي اختطف التعليم لعقود من الزمان، من إفلات التعليم من قبضته. الأمر القادم - بإذن الله - بتعيين مدير جديد للجامعة والتعليم التطبيقي، متحررين للأبد من نفوذهم وقبضتهم وربقتهم!!


علي أحمد البغلي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك