ايها الناس تكلموا، اصرخوا، قولوا للطامحين: «كفاية فساد..صرخة من فيصل الزامل
زاوية الكتابكتب أكتوبر 16, 2010, 12:46 ص 689 مشاهدات 0
«الناس» هم من يمنع الفتنة أو يشجعها
السبت 16 أكتوبر 2010 - الأنباء
كتب سمير عطا الله، في «الشرق الاوسط» يوم الاربعاء الماضي: «يقولون الفتنة قادمة الى لبنان وستنفجر في اي لحظة، والحقيقة انها قائمة، لقد فقد الناس الشعور البديهي بالمقاييس والمعايير والتمييز».
هذا هو بيت القصيد، الناس، فهم مادة الانفجار في اي بلد وليسوا فقط ضحاياه، واذا غطسوا في الوحل، وسايروا قادة الفتنة فليتحملوا صلى نارها، وفاتك سمها، فقد فضلوا الاسلوب الاستعراضي على الكلمة الحكيمة، وصفقوا لمسعر الحرب الذي سيحيل ابناءهم الى معاقين وموتى، او معوزين يعانون من البطالة والفقر المدقع، فلنتابع مع سمير عطا الله: «عندما قامت الحرب الاهلية عام 1975 كان شعارها هو التغيير والانتقال الى وطن سوي ومواطن حقيقي والخلاص من طاقم سياسي فاسد ومفسد، وكانت النتيجة هي تقاسم الوطن الجديد بين اصحاب المدافع الجديدة، وتحول النفوذ الخارجي من تدخلات خفية الى صراع مقنن» انتهى.
نحن في الكويت نراقب ما يجري في لبنان من جانبين: الاول حب هذا البلد واهله ورجاء سلامته، والثاني الخوف من دخولنا في تجربته، فقد عشنا الاحتلال بالامس ونعيش التهييج اليوم، ونستخدم نفس المصطلحات، وقد قال حكيم العرب الشيخ زايد يوما: «احنا والكويت مثل سيارتين يمشون في الصحراء بالليل، الكويت قدامنا واحنا وراها، اذا اسرعت اسرعنا واذا ابطأت ابطأنا، واذا وقعت في حفرة بعدنا عنها» ولو طبقنا نفس الاسلوب بين الكويت ولبنان ربما سلمنا من حادثة الاحتلال، وغيرها مما قد يأتي، نسأل الله السلامة.
الكلمة الفصل في يد الناس، فالمعلمون الذين رفضوا اسلوب الضغط ولم يشاركوا في تلك الممارسة التي اقتصرت على 300 من بين 53.000 معلم ومعلمة، هؤلاء ارسلوا رسالة عظيمة، ولو فعل كل منا مثلهم مع صاحب طموح شخصي لكرسي نيابي يضحي من اجله بوطن كامل، مغترا بشعارات كالتي اشار اليها سمير عطا الله، لكان الحال مختلفا، فهذا الطامح يحتاج الى من يوقظه من سباته، ويوقفه عند حده، بغير خوف من لومة لائم سوى مراقبة الله عز وجل.
لقد وصل الى كرسي الوزارة كثير من اصحاب الشعارات ووقعوا في ذات الاخطاء التي انتقدوها، ويومها اكتشفوا ان «اللاعب غير المتفرج»، ولن نقبل ان يتكرر اسلوب «مراهق ثم بعد ثلاثين عاما مريرة... ينضج» وهي مأساة لا يجوز ان تتكرر، وكلما نضج جيل بدأنا من جديد مع جيل آخر يكون الشعب كله فيه مادة لفتنة جديدة تذيق الاحفاد شيئا مما ناله اهاليهم.
ايها الناس تكلموا، اصرخوا، قولوا للطامحين: «كفاية، تحاربون الفساد من خلال نشر فساد اكبر، لن نسمح لكم بهذا العبث».
كلمة أخيرة:
عندما اطلقت وزارة الداخلية سراح شخصين ايرانيين محتجزين في قضية «ممارسة الطب بدون ترخيص» لعدم استكمال الادلة القانونية، فرح المهيجون و«صارخوا»، ما ادى الى افشال خطة الوزارة لتحقيق هدف تم اخبار النواب به رسميا، ومع ذلك استمرت نفس الممارسة التي لا تليق بمن يجلس على كرسي المسؤولية ويطلع على المعلومات الصحيحة ثم يقوم بتحريفها في المنتديات، ترى هل يأتمن شعبنا مثل هؤلاء على مستقبل وطنهم؟!
تعليقات