وزارة الداخلية بأجهزتها وإمكاناتها لا تستطيع ان تفرض قوانينها داخل السجن المركزي؟! .. نبيل العوضي يقدم الأدلة

زاوية الكتاب

كتب 1018 مشاهدات 0


 



ماذا يحدث في السجون؟!

 
كتب نبيل العوضي

 
«السجن المركزي» من أهم مؤسسات الإصلاح – كما يفترض – ولكن واقع الحال يقول غير هذا، السجن المركزي عندنا عالم كبير مليء بالاسرار والعجائب، يختلط فيه كبار المجرمين مع صغارهم، فلا الكبير استفاد والصغير فسد واحترف الاجرام، لو اخطأ بعضهم خطأ غير متعمد او خدع بكتابة شيكات فسيرمى في غياهب سجن أبعد ما يكون عن الإصلاح والتربية، بل الجو العام فيه يدعو ويحرض على التعلم من رفقاء السجن أسس الانحراف وقواعد الإجرام!!
انا لا انكر ان هناك محاولات جادة لبعض الجهات كوزارة الاوقاف وكذلك الداخلية وبعض جمعيات النفع العام لاصلاح ما يمكن اصلاحه ولكن «الشق عود» والفساد نخر الى الاساس حتى صار يصعب عزله عن السجن ونزلائه.
هل أفشى سرا اذا قلت ان وزارة الداخلية بأجهزتها وإمكاناتها لا تستطيع ان تفرض قوانينها داخل السجن المركزي؟! وهل سيغضب مني مسؤولو الداخلية اذا قلت ان الممنوعات في البلد موجودة داخل السجن المركزي، وان الجريمة التي من اجلها سجن بعض النزلاء مازالت تمارس داخل السجن من تعاطي واتجار وغيرها من الجرائم؟! شباب صغار في العمر جاؤوا من سجن الأحداث يوضعون في زنزانات مع رجال كبار شابوا في الجريمة واحترفوها وصار الجلوس معهم فيه من الخطورة ما فيه، اوقات الفراغ الكثيرة التي يعيشها المساجين بلا عمل ولا هدف تجعل أحاديثهم وخلطتهم في الغالب لا خير فيها ان لم تكن شرا في شر، الكلام الفاحش الذي يسمع والأفعال الفاحشة التي يجاهر البعض بها تجعل من الذين اخطأوا خطأ يسيرا ودخلوا هذا المكان فاسدين فاحشين يفعلون الفعل او لا يبالون بمن يفعله امامهم.
الآلاف الذين يدخلون السجن ويخرجون منه الى المجتمع اما تائبين او محترفين سيؤثرون في المجتمع وفي أسرهم وفيمن حولهم، أين المستشارون التربويون والنفسيون الذين تستعين بهم وزارة الداخلية أولا في وضع السجن المركزي بهذه الصورة، بدءا بالشكل والمبنى، وتقسيم المساجين بجرائمهم وأعمارهم والبرنامج التربوي والعملي الذي يجب ان يقضي النزيل فيه وقته بغير اختيار، وأين اللجان الاستشارية التربوية التي تراقب عملية الاصلاح داخل هذا المكان الخطير؟! هل هناك اتصال مباشر وسماع لشكاوى النزلاء من قبل المستشارين؟! اظن الامر بعيد عما أقول لكنه يحتاج الى وقفة ودراسة ووضع خطة عملية ليكون هذا السجن حقا مؤسسة إصلاحية لا عقابية فقط او في بعض الأحيان مؤسسة افساد للبعض ولا حول ولا قوة الا بالله.
أنا أثق في قيادات وزارة الداخلية انهم سيولون هذه القضية اهتماما كبيرا، لاسيما ان وزير الداخلية رجل فاضل حريص على ابنائه وإن زلت أقدامهم ووقعوا فيما وقعوا فيه من جرائم، فالتوبة بابها مفتوح من تاب واصلح فان الله غفور رحيم، ولا انسى ان اذكر ان هناك من دخل السجن بصورة وشخصية وخرج منه رجلا صالحا مستقيما تائبا نافعا لمجتمعه، ولكن هذا القليل نريده ان يعمم في هذه المؤسسة، فلنكن صريحين وشفافين، ولنفتح ملف السجن المركزي ولنتجول داخله ونكشف أسراره، فلربما تغير الحال وصلح، واذا صدقت النوايا صلحت الأفعال بإذن الله.
???
الومضة «السادسة والستون» قال الإمام «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه: «من أراد أن ينصف الناس من نفسه فليحب لهم ما يحب لنفسه».

نبيل العوضي
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك