مجلس الأمة الذى تجاوز الأزمة الأخيرة لن يحل حتى فى أى تصعيد قادم وحسب ـ نبيل الفضل ـ وما دام الوضع سيبقى على «طمام المرحوم» لا مفر سوى التأقلم مع هذا «الطمام» الذي يغلف حياتنا السياسية

زاوية الكتاب

كتب 391 مشاهدات 0


إحباط

نبيل الفضل
لكل الكويتيين الذين بلغ بهم الاستياء والتذمر لدرجة المجاهرة بعدائيتهم لممارسات نواب المجلس، ومطالبتهم اليومية والملحة على مدى الايام الماضية ومنذ جلسة الافتتاح المتعسفة، بحل مجلس الامة.. نقول.. اهدأوا ولا ترفعوا من سقف آمالكم وتوقعاتكم، فالمجلس لن يحل بسبب أي تصعيد قادم، علما بأن استقالة الوزير الحميضي استقالة لن تجلب الهدوء ولا التعاون بين السلطتين.
حل مجلس الامة ليس قرارا يأتي من فراغ ولا يتخذ دون سبب، ولقد كانت الاسباب السابقة في حل مجلس الامة واضحة للعيان في شكل تصعيد يتمادى به بعض الجهلة من نواب لتفقد الكويت ديموقراطيتها ومجلس امتها.
واليوم عبر المجلس من مأزق اكبر حملة تأزيم شهدتها الساحة السياسية في الكويت، تمثلت لا في التصعيد غير المبرر سوى بالموائمة السياسية من انعدامها في اعادة التوزير الاخيرة، وانما تمثل التصعيد في اعتداء النواب الصارخ على المادة 50 من الدستور، وتجلى التمادي في التصعيد عبر الابتزاز والتعدي على صلاحيات أكبر من ذلك ينص عليها الدستور في المادة (55) «يتولى الأمير سلطاته بواسطة وزرائه».
الآن وقد عبر حل مجلس الامة من هذا التصعيد غير المسبوق، فان اي تصعيد قادم لن يصل الى هذه المرحلة من التمادي، ومن ثم فان المنطق يقول بان من فوت هذا التمادي دون عقاب وغض النظر عن العقاب في مثل هذا التصعيد، سيغض النظر عنه فيما يأتي من تصعيد لن يصل الى درجة ما شاهدناه في الايام القليلة الماضية.
وما دام الوضع سيبقى على «طمام المرحوم» فما من مفر للناس سوى التأقلم مع هذا «الطمام» الذي يغلف حياتنا السياسية، وليكف المتفائلون عن تفاؤلهم بالسير خطوة واحدة نحو الامام، فقد اثبتت الايام بان هناك تعارضا تاما، بين التقدم والتنمية والتطور وبين الممارسة البرلمانية الكويتية التي امست من مفردات وواقع الديموقراطية الكويتية المنحرفة.
هذا مع ثقتنا الكاملة بحسن نوايا سمو رئيس مجلس الوزراء فيما يخص الاصلاح والتطور، وجهد وزرائه في تحقيق احلامه للكويت. ولكن الواقع السياسي «العفن» اكبر من ذلك الجهد وتلك الأماني الطيبة.

أعزاءنا

الشيخ سالم المبارك رحمه الله كتب على بوابة قصر السيف حكمة خالدة تقول «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك». ونحن نتمنى أن تزين جدران قصر السيف اليوم بحكمة خالدة لأبي الطيب المتنبي تقول:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مُضري كوضع السيف في موضع الندى
نقول هذا بعدما تزاحمت الهواتف النقالة يوم امس برسائل تحوي بيت شعر للمفوه الاوجي كان من ثوابت الشيخ عبدالله السالم طيب الله ثراه، يقول:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم....
فقد ملت الناس غياب السيف في العلا. وحسافة على الكويت ان تصل بها الامور لهذه الدرجة.

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك