من قم وطهران ومن كواليس المخابرات السورية تتحرك اليوم بيادق الفتنة في أكبر تجمع وحلف للبلطجية والشقاوات في التاريخ الحديث لتفجير المنطقة برأى داود البصري
زاوية الكتابكتب أكتوبر 11, 2010, 1:18 ص 1628 مشاهدات 0
حزام الشقاوات الطائفية وتفجير المنطقة!
في الشرق الأوسط حالة شاملة من 'الهرجلة' والفوضى الناجمة عن ازدحام الملفات والأجندات التخريبية لأمن وسلام المنطقة وشعوبها, فما حدث من أحداث ذات دلالات وأهداف معينة في مملكة البحرين ومن ثم محاولات خلق وإحياء الفتنة الطائفية في الكويت التي أريد لها أن تتجاوز الكويت لتشمل حزام الأزمات المحيط بها, صور علنية واضحة تحدد شكل وطبيعة المأزق الذي يراد جر شعوب المنطقة إليه, وهو ملف يقف خلف كل تفاصيله النظام الإيراني الذي تحول اليوم بفعل تخادمات المرحلة الماضية, والاستفادة من أخطاء السياسة الغربية والأميركية تحديدا في المنطقة لمركز استقطاب ودعم وحشد, وتجميع أدوات اللعبة الطائفية المريضة والمشبوهة, والتي شهدت أبشع صورها التدميرية والظلامية في العراق المبتلى بأمراضها وبأمراض بقايا الفاشية المضمحلة, والاحتلال الأجنبي وفوضى الصراعات الداخلية وتسلط الأحزاب الدينية المتخلفة والجماعات الظلامية التي تعتبر الخزين الأساس والاحتياطي الستراتيجي الحقيقي للمشروع التخريبي الإيراني في المنطقة العربية, وعموم الشرق الأوسط.
فالجماعات الظلامية المتخلفة أفرزت حالات غير مسبوقة من الدمار الداخلي اتضحت صورتها في الساحتين العراقية واللبنانية خصوصا من دون تجاهل الجماعات التخريبية التي تحاول التسلل إلى دول الخليج العربي وغالبيتها كما هو معلوم وموثق ذات ولاءات وتخادمات ومرجعيات إيرانية واضحة لا تخطئ العين الخبيرة تشخيصها , فمحاولات اختراق الإقليم الخليجي والمحيط العربي من خلال إحياء روايات وأحداث زمن الفتنة المندرس قد باتت اليوم من حقائق صور المشهد الخلفي للصراعات الآيديولوجية, ومن مستلزمات وأدوات عملية إدارة الصراع الإقليمي الشرس, فالأزمة السياسية العنيفة التي نجمت عن الانتخابات العراقية الأخيرة قبل ثمانية اشهر مضت وحيث فشلت الأحزاب والنخب السياسية العراقية في التوصل لتشكيل حكومة بشكل ينسجم مع النتائج الانتخابية المتداخلة والمعقدة والغريبة, قد أدت في النهاية لتلاشي وتحلل مفهوم واحتمال قيام دولة وطنية ناجحة في العراق, بل أن تواصل الفشل واستمراريته قد كشف عن حقيقة فشل النخب والأحزاب العراقية وغالبيتها ذات ايديولوجية طائفية مفلسة, وأدى ذلك لانعكاسات قوية ومباشرة على ملفات السياسة والأمن الذي انهارت ركائزه فيما انتهى الصراع السياسي إلى تبلور وتعاظم الدور العلني لقوة النظام الإيراني الكبيرة, والكاسحة في السياسة العراقية, وحيث استطاع هذا النظام فرض منطقه الأمني وأجندته السياسية وبات يمتلك حق النقض أو 'الفيتو' في تشكيل الحكومة في بغداد أو عرقلتها, بل أن الإيرانيين قد نجحوا نجاحا لافتا للنظر في قلب التحالفات وتغيير الصورة النمطية المعروفة لحلفائهم في العراق! وتمكنوا من 'جمع راسين في الحرام'! من خلال إذابة الجليد بين مجموعة مقتدى الصدر 'الواقع تحت السيطرة الإيرانية الكاملة' والتيارات المنشقة عنه من جهة, وبين حزب 'الدعوة' بقيادة نوري المالكي وحيث تحول 'الصدريون' لدعاة رغم العداء المعلن السابق بين الطرفين!
الإرادة الإيرانية وحدها من نجحت في تعبيد الطريق لحكومة مالكية ثانية بعد أن تم إعطاء الضوء الأخضر للمالكي للافراج عن الكثير من المجرمين والقتلة من أهل الميليشيات الصدرية المتخلفة, بل وتوزيرهم وإناطة ملف الأمور الأمنية الداخلية بقياداتهم في الحكومة المقبلة! وهي عملية اختراق ستراتيجي إيرانية غير مسبوقة للحالة الاقليمية وبشكل يتوافق مع حملة هجومية شرسة يقوم بها أكبر حزب موالي للسياسة الإيرانية في الشرق الأوسط وهو 'حزب الله' اللبناني بقاعدته الاستخبارية الهائلة وأدواته المالية التي توفرها له شبكة من كبار رجال الأعمال العرب, وبعضهم من العراقيين, وحيث تمتد نشاطاتهم من أميركا اللاتينية وجنوب افريقيا وحتى شرق آسيا مرورا بمنطقة الخليج العربي, وحيث ل¯ 'حزب الله' اليوم قواعد مؤسسية ومالية واستخبارية عملاقة ومتنفذة نافذة ومؤثرة للغاية تجاور القواعد الأميركية! والحر تكفيه الإشارة!, والدور الخطير ل¯'حزب الله' يتمثل اليوم بفاعليته في تعكير وتكسيح الأوضاع الاقليمية فخياراته البلطجية والتهديدية في لبنان بشأن موضوع المحكمة الدولية هي أمر يهدد بجولة دموية عنيفة في لبنان وبضرب عملية السلام الأهلي اللبناني الهش في العمق, فسلاح حزب الله بعد ابتعاده عن جبهة الجنوب بات موجها بشكل واضح اليوم لتكريس المصالح السورية والإيرانية! وهي مصالح تحالفية راسخة لا تنفصم عراها إلا من خلال تغيير المشهد الستراتيجي في الشرق الأوسط , فمساحة الدور الإيراني الممتد من كابول والمار ببغداد والمحتوي لدمشق والمسيطر على إيقاعات بيروت وصولا لتفاعلات غزة! هي مساحة تتحكم بشكل وأدوات وطبيعة الصراع الإقليمي الذي أفرز حفنة من الشقاوات تحاول تجيير شؤون وهموم مستقبل شعوب المنطقة لصالح الخيارات الإيرانية, ف¯ 'حزب الله' اللبناني والعصابات الصدرية في العراق وخلايا النظام الإيراني السرية في الخليج العربي التي أظهرت أسنانها في أكثر من موقف جميعها أدوات حرب حقيقية تؤمن للمشروع الإيراني التغطية المناسبة لتحقيق المصالح واستثمار الظروف وزرع بذور التخريب وزعزعة الأوضاع من الداخل العربي, ونمو تأثير هذه الجماعات قد أضحى للأسف من الظواهر المعاشة, وحيث باتت طهران تتحكم بتفاصيل عملية التخادم السياسي وتحريك الملفات واشعال الأزمات أو إطفائها! وهو دور لم يكن الإيرانيون يحلمون به قط ولكنه قد تحقق واقعيا!, فمن قم وطهران ومن كواليس المخابرات السورية في دمشق تتحرك اليوم بيادق الفتنة ورؤوسها المعروفة في أكبر تجمع وحلف للبلطجية والشقاوات في التاريخ الحديث. ومن تلك البؤر بالذات سترسم معالم مشاهد الصراع الإقليمي المقبل, وهي حالة غير مسبوقة في عملية إدارة الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط, فهل سينجح 'حلف البلطجية الشرق أوسطي' في تحقيق أهدافه ? أم أن كل ما نراه حاليا لا يعدو سوى أن يكون صورة تمويهية لمتغيرات كبرى ستضرب المنطقة قريبا? الشيء المؤكد هو أن البلطجية لا يصنعون التاريخ أبدا لكونهم شهود زور في أحداثه الكبرى!.
* كاتب عراقي
تعليقات