عزيزة المفرج تنتقد اقتراح النائب الحويلة باستثناء زوجات من خدم في شركات النفط من شرط الخدمة لمدة عشرين عاما
زاوية الكتابكتب أكتوبر 11, 2010, 12:57 ص 841 مشاهدات 0
في سبيل الكرسي
كتب عزيزة المفرج
2010/10/10 09:15 م
وكأن زوجات متقاعدي شركات البترول نزلن من السماء بقفة مصنوعة من خيوط حريرية، وعلى رأس كل واحدة منهن ريشة طاووس تطاول برج التحرير، والا فهل يعقل ذلك الاقتراح المقدم من النائب الدكتور محمد هادي الحويلة بتمييزهن عن غيرهن من زوجات كويتيات! هل يحق لزوجات متقاعدي شركات النفط ما لا يحق لغيرهن من الزوجات، حسب رؤية النائب الفاضل فقط لأنه يرى ان أزواجهن، عملوا في وظائف مجهدة، كان لهم فيها من التعب حصة الأسد، ولهذا ينبغي شكرهم ومكافآتهم بإجلاس زوجاتهم معهم في المنازل عقب تقاعدهم!
قد يتساءل أحدكم شالسالفة، والسالفة قراءنا الكرام هي تقدم النائب الحويلة باقتراح يقضي باستثناء زوجات من خدم في شركات النفط من شرط الخدمة لمدة عشرين عاما كغيرهن من الموظفات في الدولة كي تتوفر لهن الفرصة للجلوس في البيت مع الزوج العزيز لإبعاد الوحشة عنه، وهو اقتراح كوميدي يمكن ان ينتزع ابتسامة حتى من تمثال أبو الهول الجامد، وليسمح لنا النائب، خاصة وأن بعض هؤلاء المتقاعدين يبون الفكة من مجابل الزوجات.
هذه الشطحات من بعض النواب تتكرر بين ان وآخر، والغرض منه فرض أفكار معينة أو شراء مواقف النساء وأزواجهن، فنائب يرى في عمل المرأة بابا للرذيلة، ويريد ان يكفي الحريم شر الخروج للعمل، فيقترح اجلاسهن في المنزل بعد فترة خدمة بسيطة، مع منحهن راتبهن كاملا، ونائب يريد توزيع 300 دينار شهريا على كل ربة منزل كمنحة من البلد الغنية، ونائب يريد ان يتكرم على النساء من كيس الدولة، فيقترح اعطاء السيدة المتزوجة التي لم تتوظف، راتبا مجزيا لأنها تشتغل في البيت على الرغم من ان الخادمة هي من يقوم بالعمل في الواقع، وكل ما تفعله بعض السيدات هو صرف الوقت في العزائم والأسواق والكافيهات. المؤسف ان كل نائب من هؤلاء يتقدم باقتراحه بدون دراسته علميا، متناسيا العدد الكبير للاناث في الكويت، وكونهن يمثلن %50 من قوة العمل، والتأثير السلبي الكبير الذي سيحدثه غيابهن عن محيط العمل اذا ما تم اقصاؤهن بتلك الاقتراحات الأنانية.
اقتراح الحويلة هذا سيفتح بابا لمطالبات مماثلة فهناك أصحاب مهن أخرى قد تضطرهم ظروف عملهم للبقاء في وظائفهم ليل نهار، لفترات زمنية طويلة، وهي وظائف تتوفر فيها امكانية التعرض لاصابات وحوادث خطرة، ويمكن ان تتسبب لشاغليها بالموت أو الاعاقة كالاطفائيين والعاملين في السلك العسكري، على سبيل المثال. هؤلاء، حسب الاقتراح المقدم، يحق لزوجاتهم التقاعد مبكرا، (لرد الونس عليهم) فالجميع سواسية، وماكو أحد أحسن من أحد.
ما نتمناه من نوابنا هؤلاء هو التوقف عن تغليب مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، فعيب ان تحتل الكويت في قلوبهم المرتبة الثانية. على هؤلاء النواب وهم يقدمون اقتراحاتهم الأنانية تلك، التفكير بتطوير وتنمية واستقرار البلد قبل التفكير بكرسي النيابة، والأصوات التي ستتيح لهم الوصول اليه، فهي الباقية وهم الراحلون، الا ان كانوا يرون غير ذلك.
عزيزة المفرج
تعليقات