زايد الزيد يتمنى ألا تنتقل كوارث 'هيونداي' إلى الكويت بعد إنهيار جسر كوتا التي شيدته بالهند !!

زاوية الكتاب

كتب 1701 مشاهدات 0


هيونداي في قفص الاتهام

زايد الزيد

بينت صحيفة ' ذي تايمز أوف انديا ' ، الهندية واسعة الانتشار ، أن ' المقاول هو المسئول عن انهيار جسر كوتا '، وكان هذا هو عنوان الصحيفة في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي ( نشرنا يوم الخميس الماضي في جريدة الألكترونية تفاصيل الخبر).

للمزيد من التفاصيل، أنظر أدناه:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=60395&cid=30


حيث ذكرت الصحيفة أن تقريرا حكوميا للجنة تحقيق رباعية ، استغرقت عشرة أشهر بعملها ، قد خلص إلى أن المقاول لجسر كوتا بولاية راجيستان الهندية ، لم يتبع الإجراءات والمراحل المطلوبة لإنشاء الجسر، وأضافت الصحيفة أن التقرير المكون من 20 ألف صفحة يلقي باللائمة على مقاول الجسر الرئيسي وهو شركة هيونداي الكورية الجنوبية وشريكها المحلي -شركة جامون انديا الهندية !

وقصة هذا الحادث بدأت في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي ، حينما انهار جسر يبلغ طوله كيلو ونصف الكيلومتر ، وهو من ضمن أعمال شبكة طرق كبيرة تقوم بتشييدها شركة ' هيونداي ' الكورية في تلك الولاية الهندية ،  وقد حصد الحادث أرواح 48 ضحية ، و خلّف عشرات الجرحى.

ونعتقد أن خطورة هذا الأمر تكمن في أن مايعرف ' بخطة التنمية ' عندنا ، ستتحقق مشاريعها من خلال الشركات الأجنبية الكبرى ، وهذا أمر لاضير فيه بتاتا ، بل هو المطلوب ، لكن نحن أيضا لانريد أن يكون دخول هذه الشركات على حساب البلد وعلى حساب سلامة أبنائه.

فمشكلة بعض الشركات العالمية الكبرى أنها لا تلتزم بالضوابط الفنية في الأعمال التي تقيمها خارج أوطانها ، وخاصة في تلك الدول التي تعاني من ضعف في الجوانب الرقابية على المشاريع الكبرى ، فتسبب فيها الكوارث ، فالهند على سبيل المثال ، ابتليت بكارثة سابقة ، جاءت في العام 1984، على يد شركة ' داو كيميكالز ' الأمريكية ، التي تسبب تسرب الغازات من مصنع ' يونيون كاربايد للمبيدات الحشرية ' بمقتل الآلاف من سكان مدينة بوبال ، التي يقبع فيها المصنع ، بينما ' لايزال أكثر من 100 ألف مواطن يعانون الويلات جراء ماحل بهم ، من مشكلات صحية خطيرة ، نتيجة للتسرب المميت للمواد الكيماوية من المصنع ' ( حسب تقرير لمنظمة العفو الدولية ، نشرت تفاصيله في مقال سابق لي ، من هذا العام )  .
 
وعلى الرغم مرور مدة طويلة نسبيا على الكارثة التي تسبب بها مصنع ' داو كيميكالز ' في الهند ، وعلى الرغم من تهرب الشركة حتى هذه اللحظة من دفع التعويضات المستحقة لأهالي الضحايا ، فإن ' داو كيميكالز ' لم تكتف بذلك أبدا ، فهي لاتزال حتى اليوم تلوث مياه مدينة بوبال بالنفايات الكيميائية للمصنع !!

وحتى نبين حجم الاستهتار الذي تقوم به تلك النوعية من الشركات العالمية حينما تقوم بأعمال خارج بلدانها ، بالمقارنة مع الانضباط الذي تلتزم به في دولها ، فإنه يكفي أن نبين أنه في الوقت الذي ظلت فيه 'داو' تنكر أي مسؤولية لها عن الاستحقاقات التي خلّفتها 'يونيون كاربايد كوربوريشن' في بوبال، سارعت، وفي مفارقة صارخة، إلى إعلان مسؤوليتها عن الاستحقاقات المغرقة في القدم التي ورثتها عن 'يونيون كاربايد كوزبوريشن' نفسها في الولايات المتحدة الأمريكية، والمتعلقة بكوارثها في صناعة الاسبست !! ( من تقرير منظمة العفو الدولية المشار إليه )

ونعود إلى شركة هيونداي الكورية ، وهي من الشركات التي دخلت السوق الكويتي في أكثر من مشروع ، ومن المؤكد أنها ستدخل في مشاريع جديدة ضمن اطار مايعرف ' بخطة التنمية ' المليارية ، ومن حقنا أن نخشى على أرواحنا وأموالنا من مشاريعها ، فإذا كانت الهند وهي الدولة التي تفوقنا بمراحل عالية من الديمقراطية ، وافضل منا بكثير في آليات الرقابة وممارستها ، عانت من فساد مشروع ضخم نفذته ' هيونداي ' على أراضيها ، فماذا ستفعل معنا – او بالأحرى بنا – ' هيونداي ' الكورية ؟!

      وللحديث بقية .. 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك