المثقفون أنواع : برأى سعود هلال الحربي: مراوغ وترزي واجتراري ومقاول وانتحاري..

زاوية الكتاب

كتب 1851 مشاهدات 0


 




تصنيف المثقفين

 
كتب سعود هلال الحربي

 
في الآونة الأخيرة نلاحظ وبشكل ملفت للنظر ارتفاع نسبة الحاصلين على الشهادات العليا في دولة الكويت (ماجستير ودكتوراه) ويوازي هذا أيضا كثرة عدد الكتاب والمنظرين والمثقفين في جميع أجهزة الاعلام، واذا سلمنا ولا نختلف أيضا حول ان الحق في التعليم والتعلم والثقافة حق من حقوق الانسان، فاننا نفترض أمام هذا الوضع التطور العلمي والثقافي، أي ارتفاع نسبة الأبحاث العلمية والارتقاء بثقافتنا من حيث الشكل والمضمون.
ولكن اتساع قاعدة المثقفين ونتاجهم لا يعكس ما نريد ونطمح اليه، وهذه الرؤية رصدها وتحدث عنها المفكر فاخر عاقل منذ عقود حيث أشار الى ضعف الانتاج العلمي مقابل التطور العددي، كذلك كتب عن هذه الظاهرة أحمد رجب في تسعينيات القرن الماضي وواقعها في المجتمع المصري حيث يقول (فكرت فيما يفعله الكثيرون هذه الأيام وهو ان أغيب شهرين في أوربا وأمريكا ثم أعود وقد سبق اسمي لقب دكتور واذا سئلت عن موضوع رسالة الدكتوراة فميكن ان أقول إنها عن الأخطاء المطبعية في العصر الأموي ورغم ان المطبعة في العصر الأموي لم تكن اخترعت بعد.... يبدو ان هذا اللقب العلمي (دكتور) سوف يلحق بلقب أفندي الذي كان يعد من أكبر وأفخم الألقاب في القرن الماضي).
ولو سلمنا بالواقع وأن هناك حركة ثقافية وارتفاعا كميا ملحوظا في الدرجات العلمية والتي في معظمها في مجال التربية والآداب، نستطيع ان نصنف وبسهولة أنواع المثقفين، وهنا استعيد فكرة مقالة كتبتها عام 1999 لخصت فيها أنواع المثقفين وفق دراسة طرحها الدكتور محمود عبدالفضيل الذي يرى ان المثقفين ينقسمون الى:
1 - المثقف المراوغ: هذا المثقف من أخطر أنواع المثقفين على حد تعبير عبد الفضيل لأنه يمسك العصا من الوسط، كما أنه يتمتع بقدر كبير من الذكاء، وينقل عبد الفضيل بعض صفاته من مقالة لجلال أمين يقول في بعضها، إنه وصولي وشديد الاحتقار للجمهور وشديد العجلة، ولديه القدرة على التفسير بما يوافق مصلحته.
2 - المثقف الترزي: لا يتمتع بامكانات المثقف المراوغ نفسها، ولكنه من المثقفين الذين يعيشون الحقبة التي يمرون بها، ودائماً أطروحاتهم تتوافق والواقع السياسي المحيط بهم دون أي احساس بالمسؤولية.وهنا نجدهم يفصلون الأفكار حسب النظام السياسي الذي يعيشون في كنفه.
3 - المثقف المقاول: هذا المثقف دوره هو البناء والتنظير الفكري للنظام السائد، وهو من المثقفين الذين يستطيعون ان يأتوا بالأفكار من الخارج ويعملون على تبيئتها وتسويقها، كما أنهم يحاولون استنساخ مثقفين على شاكلتهم حتى يكونوا مرجعية ثقافية كبيرة ومؤثرة تساعد على استمرار هذا النمط من الأفكار والمفكرين.
4- المثقف الاجتراري: خلاصة فكرة عبد الفضيل هنا ان هذا النوع من المثقفين يعيشون أزمة اسقاط الماضي على الحاضر، ويحاولون البحث عن حلول لمشاكل عصرية في قضايا فقهية قديمة، وينسحب هذا أيضاً على بعض الليبراليين لأنهم يبحثون عن أمجاد أفكارهم في العالم الغربي بعد وضعها في اطارها العربي، وكذلك القومي والناصري كل يبحث في حقبة يعتقد انها كانت زاهرة.
5 - المثقف الانتحاري: هذا النوع من المثقفين هو ما يفضله عبدالفضيل لأنه أستطاع ان يرفض الواقع ولم يستسلم لمغريات الحقبة النفطية، آثروا الانسحاب والتقوقع على الذات، بدلاً من الاستسلام لتأثير هذه المرحلة، وأنا هنا أتساءل ما علاقة الحقبة النفطية.
بعد استعراض هذه النماذج فما عليك عزيزي القارئ الا ان توزع المثقفين الذين تشاهدهم وتسمعهم عبر بعض المحطات الفضائية وأجهزة الاعلام الأخرى، على هذه الأنماط وبالتالي تستطيع ان تفهم كل منهم على حقيقته.
د.سعود هلال الحربي 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك