فؤاد الهاشم ينعي أستاذه ومُعلمه محمد مساعد الصالح ويعتبره رجل من ذهب
زاوية الكتابكتب أكتوبر 8, 2010, 11:56 م 2076 مشاهدات 0
علامة تعجب!
«محمد مساعد الصالح».. رجل من ذهب!!
كتب فؤاد الهاشم
.. كم كان حزينا ذلك الصباح من يوم الخميس 2010/10/7 حين وصلني خبر وفاة استاذي ومعلمي في بلاط صاحبة الجلالة وأول من وضعني على خط احتراف مهنة المتاعب المرحوم – باذن الله تعالى - «محمد مساعد الصالح» الذي امتدت علاقتي وصداقتي ومعرفتي به لثلاثين سنة كاملة ابتدأت باتصال هاتفي منه لي عقب قراءته للمقال الاول الذي كتبته ونشر في مجلة «افاق» الجامعية وما سببه من ردود افعال قوية تجاوزت اسوار الجامعة ووصلت الى الجرائد اليومية ومكاتب بعض السفارات العربية.. والخليجية! كان المقال ضد الجماعات «المتأسلمة» والمطاوعة والملالي داخل الحرم الجامعي وما يمارسونه من تسلط على الاساتذة والطلاب والطالبات تحت شعار «قال الله وقال الرسول وقال بن عثيمين وقال بن باز وقال بن عبدالوهاب» بعد أن اكتشفوا وجود «الإسلام» في عام «الصحوة» سنة 1981 عقب ألف وخمسمائة سنة على عام «الفيل» وحين «ولد الهدى» فانصب غضبي من أفعالهم داخل حبر قلم جاف، لأكتب به حوالي ثمانية عشر سطرا - «حذفت منه الدكتورة نورية الرومي – رئيس تحرير المجلة – اربعة اسطر لزوم الرقابة بسبب قسوة مفرداتها وعنف ألفاظها» وما ان صدرت «آفاق» حتى أخرجت الجامعة اثقالها وزلزلت جدران ممراتها واهتزت اسقف صالاتها، وارتفعت زمجرات ملاليها ومطاوعتها مهددين – كعادتهم – بالويل والثبور وعظائم الامور ونتف جناح «النحلة والدبور»!! «النحلة» كانت الدكتورة نورية الرومي، و«الدبور» هو.. انا!! جاءني صوت الراحل الكبير «بوطلال» ضاحكا وقائلا: «شنو هالمقال النووي؟ شسويت فيهم»؟ و.. بعدها طلب مني ان اكتب ردا على مقال نشره الزميل «سليمان الفهد» ينتقد ما كتبته في جريدة «افاق» و.. يدافع عن ملالي الجامعة ومطاوعتها!! استغربت وقتها كثيرا هذا الموقف من الزميل «الفهد» فقد كان اتجاهه ليبراليا وديموقراطيا وعلمانيا وانفتاحيا، بل خصص جانبا كبيرا من مقالاته ليحكي عن رحلاته وسفراته وسهراته في «المغرب – المزيان بالزاف» - كما اعتاد دوما على كتابتها – التي تعني «المغرب الجميل جدا»، لكن - «على حظي» وقت كتابة المقال – كان قد اطلق ذقنه ودخل الى عالم.. الدروشة! ضحك المرحوم «بوطلال – طويلا – الى درجة انني لم اكن استطيع ان افهم تلك الكلمات التي حاول ان يقولها لي – بعد ان سألته هذا السؤال.. «شنو سالفة سليمان الفهد؟َ! متى.. اسلم؟!» محمد مساعد الصالح - «رحمه الله» تغلب على ضحكه من تعليقي هذا ورد مصححا.. «قصدك، متى.. تأسلم»؟! فقلت نعم، فأجاب.. «رد على مقالته وارسلها لي فورا، وسأنشرها على الصفحة الأخيرة في (الوطن)!! حدث ذلك – على الرغم من اعتراض الزميل الراحل «جاسم المطوع» - رئيس التحرير – لسببين عرفتهما منه لاحقا بعد ان اصبحنا زملاء في جريدة واحدة وصرت كاتبا من كتابها – الاول: انه لا يقبل نشر مقال لشخص لا يعرفه احد – وهو فؤاد الهاشم – على ظهر الصفحة الاخيرة في «الوطن» التي تمتلئ بمقالات الكتاب المحترفين، والثاني ان «بومحمد» - رحمه الله – كان رجلا مسلما صادقا وصالحا ونقيا الى درجة ان قلبه الابيض لم يكن ليصدق ان مطاوعة الجامعة وملاليها.. «زقمبية»!! عندما ارسلت المقال الذي ارد به على الزميل «الفهد» - ولم يكن يحتوي الا على عشرة اسطر فقط – اعترض رئيس التحرير الراحل على جملة فيه وطلب شطبها، فرفض المرحوم «بوطلال» - وهو يضحك – واصر على ان تنشر كلمتي كاملة!! نشر المقال و.. «زعل سليمان الفهد» من هذا القرار، أما الجملة التي اعترض عليها رئيس التحرير ووافق عليها رئيس مجلس الادارة فهي.. «هل أصبح الزميل الفهد.. رابعة العدوية في نصفها الثاني من حياتها؟!» ايام قليلة تلت ذلك ليأتيني اتصال من مدير تحرير «القبس» الاسبق «رؤوف شحوري» - وهو لبناني – عارضا وباصرار شديد – انضمامي لهم بشرط ان اتعلم اصول المهنة من «المطبعة حتى التحرير» قائلا لي.. «ستصبح صاحب شأن كبير في عالم الصحافة»، فارسلت اليه المقال الاول، فنشره وبعثت له بالثاني.. فنشره، وفي المقال الثالث طلب رئيس تحرير «القبس» الاسبق لقائي، وعندما دخلت الى مكتبه وجدته يقرأ صورة من المقال الذي نشرته لي «افاق»، ما ان انتهى منه حتى قال لي وبلهجة الواثق والخبير - «أنت لا تصلح للصحافة، ولن تصبح كاتبا في يوم من الأيام»!! لكن الايام دارت والليالي مضت لأبقى أنا ويختفي.. هو!! عقب – الوجود القصير لايام في «القبس» - جاءني عرض الكتابة في الزميلة «الانباء» التي بقيت فيها لمدة عام ونصف العام، ثم تركتها بعد ان ارسل لي رئيس تحريرها – في ذلك الوقت – الزميل «فيصل يوسف المرزوق» رسالة ممهورة بتوقيعه فيها سطر واحد يقول.. «الأخ فؤاد الهاشم، يؤسفنا عدم القدرة على التعاون معكم»!! فقلت لنفسي.. «أفا! ليش»؟ وحتى اليوم لم أعرف السبب! بعد اربعة ايام جاءني اتصال من المرحوم «سامي المنيس» يقول فيه.. «أنت وينك؟ محمد مساعد الصالح يدور عليك»! اتصلت بـ«بوطلال» فسمعت منه جملة مازلت اضحك عليها حتى يومنا هذا وهي.. «انت وين.. رحت؟ انا ناطرك في (الوطن) من ايام مقال سليمان الفهد وانت تروح (القبس) و(الأنباء)؟ تعال عندنا، واكتب من.. بكرة»! وهكذا كان وابتدأ مشواري بزمالة وصداقة العم والأستاذ والمعلم «محمد مساعد الصالح» رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
???
.. مقال واحد عن «بوطلال» لا يكفي، احتاج لصفحات كثيرة حتى اصف مقدار نقاء هذا الرجل وطيبة قلبه ومعدنه واصالته! مرة ثانية، ليرحمه الله ويملأ قلوبنا بالصبر والسلوان على رحيله، لقد كان رجلا من ذهب، بقلب من فضة وعقل من ألماس وقلم من.. نار!!
???
.. قبل حوالي سنة من وفاته – رحمه الله – كتب «بوطلال» مقالا يقول فيه «انه يتمنى لو يستطيع العودة الى الحياة – بعد وفاته – بعدة ايام حتى يقرأ كلمات زملائه واحبته الذين نعوه وماذا قالوا عنه! ليتك تعود الى الحياة – يا بوطلال – لتعلم انك لم تمت، فمازلت حيا في قلوب الناس!
???
.. «لبنان المسكين» يتأرجح فوق قرني.. الشيطان!
«الله يستر» من الأيام.. القادمة!
???
.. آخر.. خبر:
.. سخر مسؤول إسرائيلي من الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إلى لبنان قائلا.. «لقد ظل يتحدث عن حتمية مسح إسرائيل من على الخريطة منذ اربع سنوات مستعينا بقواه الروحانية وصواريخه الباليستية، والآن يعلن ان غاية آماله وطموحاته – عندما يزور جنوب لبنان – ويصبح على مسافة مائة متر فقط من بوابة حدودنا مع جيراننا ان.. يمسك حجرا ويقذفنا به»!! سخرية المسؤول الاسرائيلي بحاجة الى صاروخ للرد عليه، فهل سيرد الايرانيون – كعادتهم – بالصراخ وترديد شعار.. «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل» منذ قيام الثورة حتى اليوم فلا أمريكا ماتت، ولا إسرائيل.. توفيت؟! و.. «ناداري.. خوش آمديد»!!
فؤاد الهاشم
تعليقات