لا تتفاءلوا باستقالة الحميضي ، فالحالة السياسية المتأزمة لن تشهد استقرار نسبي ، فقريبا ـ كما يرى جاسم الشمري ـ ستصطدم الحكومة مع النواب بسبب موضوع إسقاط مديونيات والطويل والفيفا

زاوية الكتاب

كتب 449 مشاهدات 0



لا تتفاءلوا باستقالة الحميضي
جاسم محمد الشمري

 
 
المتفائلون بإمكانية أن تسفر استقالة وزير النفط بدر الحميضي عن استقرار نسبي للحالة السياسية المتأزمة في الكويت ربما يكونون مفرطين بذلك إذ ليس من المتوقع أن تشهد الأوضاع إلا سكونا يسبق عاصفة قادمة شعارها الشعبوية ولا شيء غير زيادة ذلك الرصيد بالتي واللتيا على ما قالت العرب. إن موضوع إسقاط مديونيات المواطنين بحسب ما يطرح بعض النواب المؤمنين بسياسة الاستحواذ سوف يكون أول فتيل الاشتعال للعلاقة المتأزمة أصلا، حيث لن تقبل الحكومة سياسة الاسترضاء الشعبي التي ينتهجها النواب وسوف لن تكون حكيمة إن سايرت ذلك الشطط الذي يطالبون به دونما سند من واقع عاقل يبرره. والحكومة لن تكون بمنأى عن هجوم يطال أعضاءها على قضايا يظن نواب وطنيون أنها تؤسس لمجتمع ديمقراطي مثل متابعة موضوع أمانة وهو ملف متفجر يراد منه الإطاحة ليس برؤوس أينعت وحان قطافها ولكن برؤوس نحيت عن المعادلة السياسية أيضا والمطلوب ملاحقتها قضائيا على ما عبثت به. والحكومة أيضا لن تكون بعيدة عن هجوم يطال وزير الصحة عبدالرحمن الطويل الذي دخل حقل الغام الإسلاميين إن لم يعمد إلى استبعاد وكيل الصحة. والحكومة سوف لن تستطيع تبرير ردة فعل ضعيفة على قضية إعلان الإهرام الذي لم يخلص حتى اللحظة إلى شيء ما. والحكومة سوف لن تكون قادرة على تبرير أخذها جانب الحيدة في الشأن الرياضي ليس لهدف التأثير على القرار فيه ولكن لجهة تحميل المسؤولين عن العبث فيه مسؤولية الأفعال المضرة بسمعة الكويت. كل هذه الاستحقاقات تعجل من أمر الصدام وعليه فإن الاحتكام إلى صندوق الانتخابات مجددا هو المخرج الوحيد للأزمة وليس استقالة الحميضي أو أي أحد آخر.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك