مطلوب شمة لكل وزير ، فالبلد كله يعاني من حالة «اختناق» سياسي ، ووزير الشؤون يطلب ان «يشم الهوا» والناس تعودت على «اكل الهوا»! ..مقالة جعفر رجب

 

وزارة شم الهوا

بعد أن انقضى أسبوع على تصريح الوزير الطويل، الذي صرح وهو واقف عند باب سيارته، انه سيسمع الوكلاء المساعدين كلاماً «مو زين»... صرح جمال شهاب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل: عطونا فرصة «نشم هوا»...!
وهذا التصريح الفريد في التاريخ السياسي، يقابله في أميركا «المئة يوم الاولى» من الحياة السياسية للرئيس، ونستطيع - وبعد الاذن من الوزير - ان نسمي الثلاثة أشهر الاولى للحكومة بفترة «شم الهوا»، حيث يدخل الوزير في الاشهر الثلاثة الاولى، مكتبه من السابعة صباحا الى السابعة مساء ليقوم بشيء واحد فقط هو شم الهواء...!
وتصوروا مستقبلا ومن باب الحسد سيصرح وزير الدفاع اعطونا فرصة «نتمشى في ممشى مشرف»!
ويقول وزير الداخلية اعطونا فرصة «نتمدد على القنفات»!
ويقول وزير التربية اعطونا فرصة «ننام الظهر»!
ويقول وزير النفط اعطونا فرصة «نقز في الوزارة»!
ويقول وزير الاوقاف اعطوني فرصة «نتشمس على البحر»!
ويقول وزير المالية عطوني فرصة «نخيم بالبر»!
لماذا فقط وزير الشؤون يريد أن «يشم الهوا» وبقية الوزراء لا يشمون، ولذلك اقترح على الحكومة الرشيدة وضمن برنامجها التنموي الاصلاحي وضع خطة كاملة «لشم الهواء» لجميع الوزراء...
الناس يعانون من «اختناق» مروري صباحا ومساء...
ويعانون من «اختناق» الموظفين بالوزارات مع «اختناق» معاملاتهم في أدراجهم!
ويعانون من «اختناق» أصاب جيوبهم بفعل ارتفاع جنوني في الاسعار، يمارس فيها التجار وصبيانهم في الجمعيات هواية «خنق» معاشات الناس...
ويعانون من «خنق» بعضهم لرياضتنا الميتة، والغريب فيها ان القاتل أصبح قاضيا وطبيبا لرياضتنا!
البلد كله يعاني من حالة «اختناق» سياسي عام كلما «فرجت» من جانب «خنقت» من جهة أخرى... والاخ وزير الشؤون يطلب منا أن نعطيه فرصة ان «يشم الهوا»!
طال عمرك، «شم هوا» على كيفك... فنحن تعودنا على «اكل الهوا»!