على غرار حملة الطماطم.. سعود العصفور يدعو لمقاطعة الحكومة

زاوية الكتاب

كتب 1219 مشاهدات 0





سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / إرادة أبطال
 
 
الأبطال الذين أعنيهم هنا هم أعضاء «الشبكة الوطنية الكويتية» وبقية المواقع الإلكترونية التي قادت دفة الحملة الشعبية لمقاطعة الخضراوات (خلوها تخيس) حتى جعلوها بالفعل «تخيس» في مخازنها ويضطر تجارها ومحتكروها ومضاربوها إلى تخفيض أسعارها، وتضطر وزارة «التجار»، المسماة زوراً وبهتاناً وزارة «التجارة»، إلى النزول بقواتها المسلحة ومدرعاتها إلى أرض الميدان وتفتيش مخازن تجار الطمع والجشع والاستغلال وإجبارهم على تصريف البضائع المخزنة لديهم.
أبطال، جل ما يملكونه كيبورد وشاشة كمبيوتر وإرادة وقلبا مفعما بحب هذا الوطن وأهله. بكبسة زر واحدة من يد أحدهم قلبت الطاولة على رأس لاعبي «بوكر» الخضراوات ومقامريها. بكبسة زر واحدة من يد أحدهم انتشرت مسجات ونداءات المقاطعة في البلاك بيري والآي فون والإيميلات الإلكترونية، وعلى لسان الأصدقاء والأقرباء والمعارف، انتشار الطمع وحب الذات في قلوب أولئك التجار والمحتكرين. بكبسة زر واحدة من يد أحدهم تعلمنا أن العطاء والحشد والتأثير يبدأ قبل كل شيء من نبل الفكرة وإنسانيتها ومدى التصاقها العميق بحاجيات الناس وهمومهم واهتماماتهم. ذلك ما فعله أولئك الأبطال، وذلك ما تحدثت عنه وسائل الإعلام المحلية والخليجية والعربية خلال الأيام القليلة الماضية. أرسل لهم رسالة من شخص يعتبر منهم وفيهم وهو أقلهم عطاء في هذا الموضوع، واصلوا مشواركم فأنتم تثيرون الإعجاب في قلوب المخلصين وترسمون طريقاً جديداً من شأنه إذا ما استمر أن يؤسس لمرحلة جديدة يقود فيها المواطن قضاياه بنفسه، من دون وزارات ووزراء ولا مجلس ونواب.

لا أعلم لماذا تحتاج الحكومة إلى حملة مقاطعة وتصعيد إعلامي وسياسي واجتماعي، وهات وخذ و«طاخ وطيخ» كما يقول المبدع الرائع غانم الصالح في دور نهاش فتى الجبل، من أجل أن تتحرك لأداء واجباتها؟ لا نريد منها أكثر مما هو مطلوب منها، لا نريد منها سوى الحد الأدنى من دورها، لا نريد منها أن تضع الشمس في يد والقمر في يد للمواطن الكويتي، نريد فقط أن تقوم بدورها وراضين وقانعين و صابرين و«ساكتين».
لم تتحرك وزارة التجارة على المخازن التي كدست صناديق الخضار إلا بعد أن صرخ الناس بأعلى صوت لديهم «خلوها تخيس»، ولم تتحرك وزارة التجارة على مضاربي تلك السلع الضرورية إلا بعد أن اكتوت «جيوب» المواطنين بنار الغلاء الفاحش والسرقة الشاهرة الظاهرة. ببساطة، لماذا تحتاج الحكومة إلى «الأزمات» لكي تمارس الحد الأدنى من دورها ومهامها؟


سعود عبدالعزيز العصفور

 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك