.. وغسان العتيبي يعتبر الخالد أكثر الوزراء حنكة وذكاء

«الداخلية» والوناسة 

كتب غسان سليمان العتيبي : 

 
ليس لدينا أدنى شك بأن وزير الداخلية من خيرة الناس واطهرهم، ومن أكثر الوزراء حنكة واذكاهم، فكم تعجبني رويته، وكم تعجبني مواقفه.. ورغم أن هناك من يريد أن يشوه تلك الصفحة البيضاء فإنه سيظل فخراً للكويت وأهلها بإذن الله.
لكن ما يعكر صفونا هو استغلال ذريعة الحفاظ على الأمن والاستقرار بالتدخل في خصوصيات العباد، ووضع السيوف على الرقاب، فما معنى أن يقتحم رجال الداخلية شقة فلان لأنه يقيم حفلاً ويستضيف من الناس جمعاً؟ وهل يعد هذا ذريعة لتدخل رجال الشرطة من دون طلب من أحد، ومن دون أن يصلهم بلاغ عن وجود ازعاج، أو ارتكاب مخالفات؟
أمر مزعج حقاً أن تنتهك حرمات البيوت، لاسباب أجد أن جلها راجع الى وجود بعض الضباط الشبان الذين يدفعهم الحماس الى ارتكاب حماقات ظناً منهم أنها الشجاعة المهنية، وكذلك راجع الى العلاقات التي تربط بعضهم بنواب مجلس الأمة مما يجعلهم يسيرون على أجندة خطت لهم، فحين يؤمرون باقتحام منزل فلان ينفذون على الفور من دون تخاذل أو توان.. وأقولها ثانية إن هؤلاء الضباط مبعوثون من قبل نواب التيار!! والمتأسلمين الذين يدعون ظلماً وبهتاناً بأنهم متبعون لاصول الشريعة عاملين بقوله تعالى «أحل لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع»، فيتزوج الواحد منهم أربعاً ويطلق سراحهن في صباح اليوم ذاته.. فهل هذه هي الشريعة المتبعة؟ وهل هذا هو الدين يا رجال الدين؟!
طرائف وغرائب تحدث تحت مسميات مزيفة، فقصة الرجل الذي ابلغ عن اختطاف زوجته، وبالبحث تبين أنها مقيمة مع رجل في بيته بكامل ارادتها وهي تشعر بالسعادة والوناسة، هي قصة مضحكة، فواقع الأمر أنها ليست مختطفة، وهذا لا يعطي الحق لرجال الشرطة في اقتحام منزل الرجل الذي تقيم فيه، والأمر الثاني هو اسلوب الابتزاز الذي استخدمه زوج السيدة بطلبه عشرين ألفاً للتنازل عن القضية، فبالنظر تجد أنها اساليب نصب واحتيال، فمن ادراك أن الزوجة والزوج ليسا على اتفاق مسبق للتحايل على هذا الرجل وسرقة أمواله..؟!
ارجو ألا يفهم كلامنا على أننا ندعو الى الرذيلة، فنحن نطمح الى ترك مساحة من الحرية للشعب، وعدم خلط الحابل بالنابل، فليس كل من يقيم حفلاً ويضحك ويستأنس هو رجل خطاء فاحش.. اصلحنا الله واياكم وحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

غسان سليمان العتيبي