اتصال جابر المبارك بأحد الأصوليين لتأجيل المهرجان الشعبي.. صدمة كبيرة برأى البغلي الذى يري الكويت بموجب قانون الجنسية لم تعد تتسع إلا للفكر السلفي!!

زاوية الكتاب

كتب 2652 مشاهدات 0





جرة قلم 
إذا لم تكن سلفي الاتجاه... 

كتب علي أحمد البغلي : 

 
اتصال معالي نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بأحد المواطنين القياديين في إحدى الحركات الأصولية، راجيا منه تأجيل مهرجان شعبي، تم التداعي لإقامته لنصرة أم المؤمنين عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنها، لمدة يوم واحد، لتقوم الحكومة بعدها بإرضاء المطالبين بسحب جنسية مثير تلك الفتنة السوداء ياسر الحبيب.
ذلك الاتصال شكّل صدمة كبيرة لكل المراقبين في الداخل والخارج، فقد عبّر ذلك الاتصال، والقرار غير الدستوري وغير القانوني بسحب تلك الجنسية، عن رخاوة بالقرار الحكومي ورضوخ للاصوات الاصولية العالية، مهما كان حجم مخالفتها للقانون والدستور، فالحكومة ـ من كثر خوفها وارتعادها من الاتجاه الاصولي الجديد ـ لم تسحب جنسية الحبيب بموجب مواد الازدواجية، فذلك سيفتح عليها باب شر مستطير لا تستطيع له صدّاً، فكثير من حضور ومريدي مهرجانات التأييد والنصرة سيكونون من هؤلاء المزدوجين الذين أثبتوا قوتهم وسطوتهم وتمرّسهم بحالة الخوف الحكومي.. الحكومة سحبت جنسية ياسر الحبيب بموجب المادة 13 من قانون الجنسية الفقرة 5/4، التي تنص على حالة سحب الجنسية بمرسوم «إذا استدعت مصالح الدولة العليا أو أمنها الخارجي ذلك، أو إذا توافرت دلائل لدى الجهات المختصة على قيامه بالترويج لمبادئ من شأنها تقويض النظام الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد». وهي مواد هلامية فيها سلطة تقديرية للحكومة، حذر منها المغفور له حمود الزيد الخالد وزير العدل السابق، عندما طالب بأن تنظم نصوص الدستور نفسها كيفية إسقاط الجنسية، وأبدى خشيته من أن يسن قانون يطلق يد الحكومة في سحب الجنسية (جلسة 1963/3/31 للمجلس التأسيسي)، وكأن المرحوم كان يستشف أن حكومتنا ستخضع لضغوطات «كل من هب ودب» في سحب الجنسية، مستندة الى نصوص هلامية، قد تطبق عليّ أنا في المستقبل.. او عليك.. او علينا كلنا، اذا ما استأسدت فئة ما على الحكومة التي سرعان ما قد ترضخ لها!
أخطر منطق ردده أكثر من ممثل لذلك الاتجاه الذي رضخت له الحكومة دعوة كل من لا ينتمي إلى الأفكار والعقائد نفسها الى ان يحزم أمتعته ويرحل، فذلك الاتجاه قد أصبح الآمر الناهي في هذا البلد، وذلك حين يقول أحدهم «نقول لمن انزعج من هذه الخطوة الحكومية المباركة إن الهجرة الى بلاد الحريات أريح لكم من البقاء في بلد السلف والتلف والتخلف والرجعية كما تسمونها! ويا حلوها عندها هي ورجعيتها!... فالكويت بموجب هذا المنطق الإقصائي لا تتسع إلا لفكر واحد هو الفكر السلفي، أما بقية البشر غير المذعنين لذلك الفكر فباب أسوار كويت التسامح والتعايش والتآلف (سابقا) يسع «ألف جمل»!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* * *
• هامش:
الشكر للصديق العزيز السفير عبدالعزيز الشارخ مدير المعهد الدبلوماسي الكويتي لدعوته لي لإلقاء محاضرة للطلبة الموظفين الجدد في وزارة الخارجية الكويتية عن «الجوانب الأخلاقية والأدبية التي تستوجب على شاغلي الوظيفة الدبلوماسية الالتزام بها»... والشكر موصول للمبدع الكويتي في فن الإتيكيت والبروتوكول طارق الرجيب الذي أهداني كتابيه «الإتيكيت بيني وبينكم» و«الفرق سبع ثوان» ومنشورات أخرى ساعدتني في التحضير لبعض جوانب تلك المحاضرة، وقد سعدت كثيرا بلقائي كوكبة من شاباتنا وشبابنا الدبلوماسيين الواعدين.

علي أحمد البغلي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك