قضية الخلاف السني - الشيعي أكبر من حجمنا كشعب، ولا نتحمل مسؤوليته وحدنا، بل الأمة كلها.. ناصر العبدلي يُشخص أسباب الهيجان الشعبي

زاوية الكتاب

كتب 666 مشاهدات 0





«هيجان» شعبي؟! 

كتب ناصر العبدلي : 

 
مررنا خلال الفترة الماضية بحالة من الهيجان الشعبي، ولم تتوقف تلك الحالة عند قضية رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب وتداعيات سبه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أو عند قضية رجل الدين المسيحي القسيس تيري جونز عندما هدد بحرق نسخ من القرآن الكريم في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر في إحدى الولايات الأميركية، بل تجاوزتها الى قضايا أخرى.
المهيّ.ج (بكسر الياء) معروف، وكذلك المهيَّج (بفتح الياء)، لكن ما هو غير معروف لدينا، أي عامة المواطنين، أسباب هذا التهييج ومن يقف وراءه؟ وهل تلك أسباب إقليمية أم محلية محضة؟ وهل من يقف خلفها أيادٍ إقليمية أم أبعد قليلا أو أبعد كثيرا، أم مجموعة من المتنفذين المحليين ممن وجدوا في حالة التهييج تلك فرصة لتنفيذ أجنداتهم الخاصة حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن؟
هذه النوعية من الاسئلة بحاجة منا كمواطنين الى التفكير فيها مليا والتريث في مراجعة استنتاجاتنا حولها، لأنها ستكشف لنا حجم المأساة التي نرتكبها بحق وطننا فيما لو استمررنا نسير على المنوال نفسه ولم نراع حجمنا كدولة وكشعب وكدور مناط بنا في هذا الجزء من العالم.
قضية الخلاف السني - الشيعي أكبر من حجمنا كشعب، ولا نتحمل مسؤوليته وحدنا، بل تتحمل مسؤوليته الأمة الإسلامية جمعاء التي عجزت حتى الآن عن الجلوس في ما بينها لتبدأ حوارا يحسم كل تلك المسائل الخلافية، سواء أكان ذلك الخلاف بين السنة والشيعة أم بقية الجماعات والفرق الإسلامية الأخرى، وما وسع من قبلنا يسعنا نحن الآن، اما أن نتصدر التصدي لمثل تلك الخلافات فنحن أصغر من ان نقوم بذلك والقضية أكبر من أن نتصدى لها.
أما قضية الخلاف الإسلامي المسيحي فهي أيضا من القضايا الكبيرة علينا، والمفترض ان تترك للمنظمات الإسلامية الدولية لتفتح حوارا مع بقية الأديان للاتفاق حول نقاط محددة تضمن عدم انفلات أي منها تجاهنا، فهناك مساحة كافية لنا لنعيش معا ولا حاجة لأن نتحول الى خصوم بينما يمكن لنا ألا نكون كذلك.
أجواء «الهيجان» يمكن ان تجرنا الى مناطق سوداء من الأفضل لنا كشعب الابتعاد عنها، وان يكون ذلك من خلال الوعي الكامل ان هناك من يتربص بنا ويريد ان يزجنا في بوتقة صراع يحقق له مصالحه، فيما يلحق بنا أذى لا طاقة لنا على تحمله.. فهل نسمح له بذلك؟

ناصر العبدلي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك