زايد الزيد يكشف عن وجود مخطط من دولة ((شقيقة)) يتمثل باثارة الفتنة الطائفية بالكويت عبر دعم ياسر الحبيب متسائلا عن سبب عدم تفاعل العالمين العربي والاسلامي مع اساءاته!!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 28, 2010, 12:16 ص 3635 مشاهدات 0
لماذا فقط في الكويت ؟!
زايد الزيد
الآن ، وبعد أن هدأت الأزمة ، التي افتعلها ياسر الحبيب ، من خلال اطلاقه ، لأقواله الشائنة ، وغير المقبولة ، بحق أم المؤمنين السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ، تبرز أمامي قضية ، أعتبرها في تقديري على درجة عالية من الخطورة والأهمية ، ينبغي التبصر فيها مليا .
القضية التي شغلت تفكيري طوال فترة الأزمة : لماذا انحصرت ردود الفعل الغاضبة على ' افتراءات الحبيب ' في حدود الكويت فقط ؟ فعائشة ( رضي الله عنها ) هي أم لكل المؤمنين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وليست أم للكويتيين وحدهم !! فلماذا لم تمتد موجة الغضب إلى الدول العربية والاسلامية ، بل وحتى إلى الدول الغربية ؟ هل هذا يرجع فقط إلى أن مطلق الافتراءات مواطنا كويتيا ؟! لكن ما قيمة جنسية المؤزم أو المفتري حينما تتعلق الإساءة بشخصية في حجم أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) ، لها مالها في وجدان وضمائر المسلمين قاطبة ؟!.
فمثلا فى أزمة الرسوم الكاريكاتورية ، المسيئة للرسول الأعظم ، محمد عليه الصلاة والسلام ، والتي خرجت من الدانمرك ، لم تنحصر الاحتجاجات عليها فقط في موطن الرّسام ، بل انها اجتاحت العالم بأسره ، فخرجت إلى الشوارع مظاهرات بلغت أعداد المشاركين بها في بعض البلدان مئات الآلاف ! وكذا ، ستصبح الحال وأكثر ، لو لم يتراجع القس الأمريكي الموتور عن حرقه للمصاحف ، فهناك جهات أمنية أمريكية حذرت – عدا عن تعرض حياة أبنائهم في القوات العسكرية العاملة خارج الأراضي الأمريكية للتهديد - من اندلاع مظاهرات مصحوبة بالشغب والتخريب في طول البلاد وعرضها ، بل وتوقعت أن تسود الحالة تلك العالم كله !!
و نعود ، لنسأل : لماذا نظر ( أو تعامل ) العالمين العربي والإسلامي ، وعلى الأخص دول الخليج والمنطقة - إلى ( أو مع ) الإساءة لأم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) ، على أنها قضية كويتية ؟! فعدا بيانات إدانة واستنكار ، بثت هنا ونشرت هناك ، و تحديدا في عدد من دول الخليج ، لم نشهد أية مظاهر أخرى من الاحتجاج ؟
ولا يعتد هنا على الاطلاق ، بأن ياسر الحبيب شخص غير معروف للكثيرين خارج الكويت ، فالرسام الدانمركي ( كان ) شخص مغمور ، والجريدة التي تحتضن أعماله من صغريات الصحف في كوبنهاجن ، أما القس الأمريكي فلا يتعدى حضور قداسه الأسبوعي أكثر من ثلاثين شخصا ، إذا ، فالمسألة لاتتعلق بشخص المسيء وشهرته ..
ماذا إذا ؟ هل تتعلق القضية باختلاف ردة فعل المسلمين حينما يكون المسيؤون للإسلام من غير المسلمين ، عنها إذا كانوا من أبناء ملتهم ؟؟ أبدا ، فردود الفعل الواسعة على كتابات سلمان رشدي والروائية البنغالية تسنيم والدكتور نصر حامد أبوزيد تسقط هذه الفرضية !
من الآخر ، المعلومات المتداولة اليوم ، أن جهاز استخبارات احدى الدول ' الشقيقة ' ، دخل على خط ياسر الحبيب مؤخرا، وقام بدعمه في مركزه وفي قناته الفضائية ، وإن جزء من المهام المطلوبة منه هو إثارة الفتنة الطائفية في الكويت وتأجيجها !! وتقول المعلومات : إن المخطط العدائي لهذه الدولة ، تجاه الكويت ، يعتمد على عدة خطوط واتجاهات ، سياسية واقتصادية ، سيكون الملاحظ للعيان منها ، الدخول بشكل مكثف ، للسوق الكويتي ، من خلال الاستحواذ ، على أنشطة حيوية فيه ، عبر الشركات المساهمة ، وهو الأمر الذي سبق أن دشنته ، هذه الدولة ، منذ عدة سنوات ، في السيطرة على واحدة ، من الشركات الوطنية العملاقة !
والمعلومات تقول أيضا : أن عدد من الدول المحيطة بنا والقريبة منا، تناهى إلى علمها ، تفاصيل هذا المخطط ، الذي يستهدف الكويت ، فقامت ' بضبط ' ردود الفعل الشعبية ، تجاه فعلة ياسر الحبيب الشائنة ، حتى لاتصيبها حرائق الفتنة ! وهو الأمر الذي يفسر الحالة الغريبة من استمرار' مراوحة ' الأزمة داخل حدود الكويت لمدة أسابيع ، رغم تصاعد حدتها ، دون أن تنتقل إلى الجيران !!
هذه معلومات ، متداولة اليوم ، على نطاق ضيق ، ولا أستطيع ، أن أجزم تماما ، بدقة كل ما ورد فيها ، ولكن ما أستطيع أن أؤكده ، أن البلد يعاني اليوم من ضعف خطير على مستوى الادارة التنفيذية ، والتاريخ أخبرنا ولايزال ، بأن الدول التي تضعف قواها الداخلية ، وتخور عزائم مسؤوليها ، تكون – حتما – نهبا للطامعين ..
ولأن الفم أصبح ممتلىء بالماء ، الأمر الذي يتعذر معه قول المزيد ، فإنني أقول في سري : ' يارب احم الكويت ، واسترها بسترك ' ..
تعليقات