قصة مخفية في مستشفى الفروانية !!

من هي سارة، وماعلاقة مستشفى الفروانية، وأين امها وأبيها، وكيف وصلت إلى الحياة ؟!.

هذه الأسئلة وأسئلة أخرى يرددها الآلاف ممن شاهدوا 'سارة' تلك الطفلة البريئة التي تعيش في الجناح الخامس بالدور الأرضي في مستشفى الفروانية، حيث أحضرها رجال الأمن وهي بالمهد قبل نحو ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الحين تعيش 'سارة' في أروقة الجناح الخامس.

'سارة' هي نتاج علاقة غير شرعية قدمت للحياة فاقدة كل شيئ، حنان الأم ولهفة الأب، وخوف المكان والزمان ووحشة المستقبل، وأطلقت احدى الممرضات اسم 'سارة' على هذه الطفلة البريئة ذات الملامح الخليجية، وتتفاوت رعايتها عند الممرضات، فمنهن من تأخذها على صدرها لتعوضها حنان الأم، ومنهن من تجرها وتنهرها كلما أزعجت المكان ببكائها، وتمر على سارة آلاف من الوجوه وكل له طريقته الخاصة بالتعامل معها، فالسيدات ممن يرافقن أبنائهن في المستشفى يحاولن مداعبتها وملاطفتها، ويقدم لها الآباء النقود والحلويات والألعاب.

'سارة' رغم انها صاحبة مكان، وبينها وبين العاملين في المستشفى عيش وملح، وتربت بينهم وعلى يدهم، إلا أنها لاتعيش كبقية الأطفال في المستشفى، فكل يوم لها زاوية في الجناح، مرة في غرفة خصوصية، ومرة أخرى في غرفة عمومية أو في غرفة الألعاب، ومرات عديدة ترقد على أسرة الطوارئ في ممرات الجناح، بحجة عدم وجود أماكن شاغرة.

ولأنها خالطت أنواع مختلفة من الأجناس، فسارة تتحدث اللغة الانجليزية والهندية بجانب العربية، ولسانها يمزج بينهم عندما تنطق الكلمات بصعوبة نظرا لصغر سنها،  وتحظى سارة براعية جيدة من قبل بعض الممرضات وأمهات الأطفال المرضى، فهناك من تغسلها وتصفف شعرها، كما تقوم الأمهات بإهدائها بعض ملابس بناتهن، ولكن سارة لاتعيش بحالة مستقرة وينقصها الكثير من الرعاية خاصة مع تقدم العمر، ويجب أن يكون مكانها بدور الرعاية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فهي المعنية بالإعتناء بمثل هذه الحالات، ولايعرف السبب وراء الابقاء عليها كل تلك الفترة في مستشفى الفروانية، فهل الادارة لم تقم بدورها بمخاطبة وزارة الشؤون؟ أم أن هناك أسباب أخرى حالت دون نقلها؟.