على خطي مقولة قس ألماني في زمن النازية.. سلطان شفاقة العنزي يسأل من الفئة الجديدة التي ستكون ضحية الاتهام بعدم الولاء؟

زاوية الكتاب

كتب 1488 مشاهدات 0




جاءوا أولاً للبدون
 
الجمعة 24 سبتمبر 2010 - الأنباء
 
«جاءوا أولا للشيوعيين ولم أدافع عنهم لأنني لم أكن شيوعيا، ثم جاءوا للنقابيين ولم أدافع عنهم لأنني لم أكن نقابيا، ثم جاءوا لليهود ولم أدافع عنهم لأنني لم أكن يهوديا، ثم جاءوا لي وحينها لم يظل هناك من يدافع عني».
هذا جزء من خطبة ألقاها القس الألماني مارتن نيمولر الذي أيد النازية في البداية ثم عارضها بعدما اتضحت له خطورة الحزب النازي وأفعاله غير الإنسانية، وعلى أثر ذلك تم سجنه حتى حررته قوات التحالف مع نهاية الحرب العالمية الثانية. ما يقصده القس نيمولر هو أننا كبشر نجتمع كلنا في الإنسانية فلذا يجب أن نقف في صف أي فئة مظلومة حتى ولو لم نكن من أصحاب هذه الفئة أو لم يطلنا الظلم مباشرة، لأننا إذا تركنا الشر ينتشر في الأرض فسيأتي اليوم الذي يزج بنا في خضامه ودهاليزه، ولن نجد ساعتها من يقف في صفنا أو يرشدنا إلى طريق النجاة، أتكلم عن القس نيمولر لأنني أخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي نقول فيه هذا الكلام عن حال الكويت، ولا أحاول أن أربط ديموقراطيتنا الجميلة في الكويت بالنازية ولكن العنصرية والكراهية والفتنة التي تنتشر بين فئات الشعب بدأت تدفع بنا إلى منحنى خطير حيث أصبح «خائنا» و«لا ولاء له» و«اسحبوا جنسيته» كلام يقال بكل سهولة.

في البداية رفضنا إعطاء الجنسية الكويتية لفئة كبيرة من الشعب وأطلقنا عليهم البدون واتهمناهم بأنهم لا ينتمون للكويت، ثم قمعنا القوميين وتم إغلاق الصحف والمجلات والأندية، وفي الثمانينيات كانت الاتهامات تلقى على بعض أبناء الطائفة الشيعية بأنهم موالون للنظام الجديد وقتها في إيران وأنه لا ولاء لهم للكويت، ثم في حقبة التسعينيات اتهمنا أغلب أبناء الجالية الفلسطينية المقيمين في الكويت بأنهم خونة وتم طردهم، ثم اتهمنا الإسلاميين بأنهم حزبيون وأن ولاءهم لخارج الكويت ومع الوقت تطور اتهامنا لهم بأنهم إرهابيون وتكفيريون، ثم اتهمنا أبناء القبائل بأنهم عنصريون وانتهازيون ومزدوجو الجنسية ولا ولاء لهم.. فمن الآتي؟ من الفئة الجديدة التي ستكون ضحية الاتهام بعدم الولاء؟ ألا يجب علينا أن نقف ونفكر في نتائج هذه الاتهامات والأفعال التي تنخر الوحدة الوطنية من جهات مختلفة؟ ألا يجمعنا أننا بشر ومسلمون وكويتيون؟ ألا يجمعنا دستورنا ويعزز فينا الوحدة الوطنية؟ ألا يجمعنا حبنا لوالدنا وأميرنا وأفراد الأسرة الحاكمة؟ ألا تجمعنا أرض الكويت الغالية؟

أخشى أن يأتي أحدنا ويخطب «جاءوا أولا للبدون ولم أتكلم لأنني لست من البدون، ثم جاءوا للقوميين ولم أتكلم لأنني لست قوميا، ثم جاءوا للشيعة ولم أتكلم لأنني لست شيعيا، ثم جاءوا للإسلاميين ولم أتكلم لأنني لست إسلاميا، ثم جاءوا لأبناء القبائل ولم أتكلم لأنني لست قبليا، ثم جاءوا لي..».

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك